مصر في قلب الدبلوماسية النووية: عبد العاطي يحاور عراقجي لغروسي لإنقاذ الملف الإيراني من الانهيار

#مصر_إيران #الملف_النووي #دبلوماسية_مصرية #الطاقة_الذرية #أمن_إقليمي

 مصر في قلب الدبلوماسية النووية: عبد العاطي يحاور عراقجي لغروسي لإنقاذ الملف الإيراني من الانهيار

الرؤية المصرية:- أجرت القاهرة اتصالين هاتفيين حاسماين اليوم السبت، في خطوة تعكس دورها الوسيط البارز في أزمة البرنامج النووي الإيراني، حيث بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي والمدير العام لوكالة الطاقة الذرية الدولية رافائيل غروسي، سبل خفض التصعيد وبناء الثقة لاستئناف حوار يؤدي إلى اتفاق شامل يضمن الاستقرار الإقليمي، وفق بيان رسمي لوزارة الخارجية المصرية.

جاء الاتصالان في أعقاب تفعيل آلية الزناد الأوروبية التي هددت بإعادة فرض عقوبات أممية على طهران، مما أدى إلى انهيار الاتفاق الذي توسطت فيه مصر بين إيران والوكالة في القاهرة أكتوبر الماضي، وفقاً لتقارير الوكالة آنا وميدل إيست مونيتور.

وأكد عبد العاطي في حديثه مع عراقجي أهمية مواصلة الجهود الدبلوماسية لتهيئة الظروف اللازمة لتوسيع التعاون بين طهران وواشنطن، مع التركيز على مصالح جميع الأطراف، بما يعزز الأمن الإقليمي الذي يهدده التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط.

وفي مكالمته مع غروسي، شدد الوزير المصري على ضرورة استمرار التعاون مع الوكالة لتجنب تفاقم الأزمة، مشيراً إلى أن الخطوات الحالية تأتي بتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز الهدوء في المنطقة، كما نقلت صحيفة الغازيت المصرية.

ويأتي ذلك بعد سلسلة اتصالات سابقة في أكتوبر، شملت مبعوث الشرق الأوسط الأمريكي ستيف ويتكوف، أسفرت عن اتفاق مؤقت لاستئناف التعاون الذي علق منذ يونيو 2025، لكنه تعرض للانهيار مؤخراً بسبب الخلافات حول التفتيش النووي.

لم يقتصر الحديث على الملف النووي؛ إذ تناول الاتصال مع عراقجي سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة وطهران، حيث ثمن الوزيران الوتيرة المتسارعة للقاءاتهما خلال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك لقاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، وفق بيان الخارجية.

 وأعربا عن التطلع لمواصلة التشاور حول القضايا المشتركة، مثل التعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، كما حدث في مناقشات مصر مع الوكالة حول مشروع محطة الضبعة النووية، الذي يُعد نموذجاً للتنمية الاقتصادية المستدامة.

تأتي هذه الجهود المصرية في سياق دور القاهرة التاريخي كوسيط إقليمي، حيث نجحت في تمهيد اتفاق القاهرة الذي وقع في 18 أكتوبر، والذي ركز على استعادة الثقة بين إيران والوكالة من خلال زيارات ميدانية وتبادل بيانات، لكنه اصطدم بجدران الضغوط الغربية بعد قرار مجلس الوكالة في نوفمبر بتفعيل آلية الزناد.

وفي هذا الإطار، حذر عراقجي خلال الاتصال من أن قرارات الوكالة الأخيرة قد تضعف استقلاليتها وتعيق التعاون، كما أفادت وكالة وانا الإيرانية. 

مع تزايد التوترات الإقليمية، من غزة إلى لبنان، يبرز دور مصر كلاعب رئيسي في منع التصعيد النووي الذي قد يشعل حروباً إضافية، خاصة مع تحذيرات خبراء من أن فشل الدبلوماسية قد يدفع طهران نحو تخصيب أعلى، مما يهدد التوازن في الخليج.

 هل تنجح القاهرة في إعادة إحياء الحوار قبل فوات الأوان، أم ستصبح المنطقة رهينة لدورة جديدة من العقوبات والتهديدات؟