أردوغان يمد يد الوساطة: دعوة عاجلة لمادورو لتهدئة التصعيد مع ترامب قبل انفجار الكاريبي

#أردوغان_مادورو #توتر_فنزويلا_أمريكا #دبلوماسية_تركية #أزمة_لاتينية #حوار_دولي

 أردوغان يمد يد الوساطة: دعوة عاجلة لمادورو لتهدئة التصعيد مع ترامب قبل انفجار الكاريبي

الرؤية المصرية:- أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، رسالة دبلوماسية حاسمة إلى نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، محذراً من مخاطر التصعيد العسكري الأمريكي في الكاريبي، وداعياً إلى إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع إدارة دونالد ترامب لتجنب حرب إقليمية قد تهز الاستقرار العالمي.

في اتصال هاتفي استمر حوالي 20 دقيقة، أكد أردوغان، وفق بيان رسمي لدائرة الاتصالات الرئاسية التركية، أن أنقرة تتابع التطورات الإقليمية عن كثب، مشدداً على إيمان تركيا بحل جميع النزاعات عبر الحوار في كل المنابر الدولية. وأعرب عن أمله في تهدئة التوتر "في أقرب وقت ممكن"، مع التركيز على أهمية التواصل المباشر بين كاراكاس وواشنطن لتجنب التصعيد الذي يهدد الاقتصاد العالمي بسبب احتياطيات النفط الفنزويلية الهائلة.

يأتي الاتصال في ذروة أزمة متفاقمة بين فنزويلا والولايات المتحدة، حيث أصدر ترامب في أغسطس الماضي أمراً تنفيذياً يوسع دور الجيش الأمريكي في مكافحة "عصابات المخدرات" في أمريكا اللاتينية، مما أدى إلى نشر سفن حربية وغواصة قبالة سواحل فنزويلا.

 وفي تصريح مثير للجدل، أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث استعداد الجيش لـ"عمليات تغيير نظام"، وفق تقارير من "تركيا توداي" و"ذا نيو أراب". رد مادورو بشدة، محذراً من "هجوم إمبريالي"، وحشد قوات ميليشيا بلغت 4.5 مليون شخص للدفاع عن البلاد، في خطوة أثارت مخاوف من مواجهة عسكرية مباشرة.

أما الهجمات الأمريكية الأخيرة على قوارب في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، التي اتهمت بتهريب المخدرات، فقد أشعلت جدلاً دولياً حول "عمليات القتل خارج نطاق القانون"، كما وصفها مراقبون في منظمات حقوقية، مما يعزز من عزلة واشنطن أمام الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وفي هذا السياق، أصبحت تركيا، حليفة مادورو منذ زيارة أردوغان إلى كاراكاس عام 2018، ملاذاً محتملاً للزعيم الفنزويلي في حال الإطاحة به، حسب تقرير "واشنطن بوست" في نوفمبر الماضي، مع اتفاق على إعادة رحلات الخطوط التركية بين إسطنبول وكاراكاس لتعزيز السياحة والاستثمارات. 

لم يقتصر الحديث على الأزمة الأمريكية؛ إذ ناقش الزعيمان تعزيز الروابط الثنائية، بما في ذلك تجارة الذهب والتعاون العسكري، في ظل دعم أنقرة لمادورو خلال أزمة الانتخابات الفنزويلية 2024 التي اعتبرتها واشنطن وأكثر من 50 دولة مزورة.

وأشاد أردوغان بـ"الصداقة الاستراتيجية" بين البلدين، مشيراً إلى أنها نموذج للتعاون جنوب-جنوب يقاوم الضغوط الغربية. 

مع تزايد الضغوط على مادورو، الذي وصف اتصاله الأخير مع ترامب بأنه "ودي" قبل أسبوعين، يبرز دور أردوغان كوسيط غير تقليدي يسعى لمنع كارثة إنسانية في فنزويلا، التي تعاني من أزمة اقتصادية مدمرة بسبب العقوبات الأمريكية.

هل ينجح هذا الدعوة التركية في إيقاف عجلة التصعيد، أم ستشهد المنطقة صراعاً جديداً يعيد إلى الأذهان أشباح الحرب الباردة في أمريكا اللاتينية؟