الرؤية المصرية:- أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم السبت، أن تعليمات الرئيس فلاديمير بوتين بإعداد مقترحات حول جدوى الاستعداد لتجارب نووية قيد التنفيذ، في رد محتمل على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أمر باستئناف الاختبارات النووية الأمريكية بعد توقف دام 33 عامًا، مما أثار مخاوف دولية من عودة سباق تسلح يهدد الاستقرار العالمي.
في تصريحات نقلتها وكالة "تاس" الروسية، أكد لافروف أن موسكو لم تتلقَ أي توضيحات رسمية من واشنطن عبر القنوات الدبلوماسية بشأن نوايا ترامب، مشيرًا إلى أن التصريحات الأمريكية تبدو "متناقضة" وتفتقر إلى تفسير واضح، حيث أشارت تعليقات مسؤولين أمريكيين إلى عدم وجود إجماع داخل الإدارة حول المقصود بالاستئناف، سواء كان اختبارات انفجارية كاملة أم تجارب محدودة.
وأضاف لافروف أن روسيا "تتابع الأمر عن كثب" وتنتظر ردًا رسميًا، محذرًا من أن أي خطوة أحادية الجانب قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب.
اقرأ ايضأ:-
تعود جذور التوتر إلى 30 أكتوبر الماضي، عندما أمر ترامب البنتاغون "فورًا" ببدء الاستعدادات لاختبارات نووية "على قدم المساواة" مع روسيا والصين، مدعيًا أن دولًا أخرى تجري تجارب سرية، رغم نفي خبراء نوويين ذلك. وفقًا لتقارير "رويترز" و"نيويورك تايمز"، لم تجرِ الولايات المتحدة اختبارًا نوويًا انفجاريًا منذ 1992، ويقدر الوقت اللازم لإعداد تجربة فعالة بـ24 إلى 36 شهرًا، مع تكاليف هائلة ومخاطر بيئية. وأثار الإعلان انتقادات حادة من خبراء مثل ماثيو بون من جامعة هارفارد، الذي وصف ترامب بأنه "مضلل وغير مطلع"، محذرًا من أن الخطوة قد تثير "سلسلة تفاعلات" تشمل الصين والهند وباكستان، التي ستكسب الكثير من استئناف التجارب.
ردًا سريعًا، أصدر بوتين في 5 نوفمبر تعليمات لمجلس الأمن الروسي بإعداد "مقترحات متفق عليها" حول بدء الاستعدادات، بعد أن سأل رئيس البرلمان فياتشيسلاف فولودين عن الرد على واشنطن. وقال بوتين في اجتماع تلفزيوني: "إذا أجرت الولايات المتحدة أو أي طرف آخر في معاهدة الحظر الشامل تجارب، فإن روسيا ملزمة باتخاذ إجراءات مقابلة"، مشددًا على جمع معلومات إضافية وتحليلها. ودعم الجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس الأركان، الحاجة إلى الاستعداد الفوري، محذرًا من أن التأخير قد يفقد موسكو الفرصة للرد في الوقت المناسب، بينما اقترح وزير الدفاع أندري بيلووسوف البدء "فورًا" في التحضيرات لاختبارات كاملة النطاق.
رغم التصعيد، أكد لافروف التزام روسيا بالحفاظ على نظام الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBT)، الذي وقعته معظم الدول لكنه لم يُصدق عليه من واشنطن أو موسكو (التي سحبت موافقتها في 2023 للتوازن مع أمريكا). وشدد على ضرورة "التنسيق الدولي" لضمان الاستقرار الاستراتيجي، في إشارة إلى معاهدة "نيو ستارت" التي تنفذ في فبراير 2026، والتي اقترح بوتين تمديدها عامًا إضافيًا دون رد أمريكي حتى الآن. وفي سياق أوسع، يأتي هذا التبادل وسط سباق تسلح نووي مستمر، حيث أنفقت الدول الثلاث الكبرى عشرات المليارات على صواريخ وبواخر جديدة، مما يعيد ذكريات الحرب الباردة.
مع تزايد القلق الدولي، حذر مراقبون مثل أندري باكليتسكي من "دورة رد الفعل" التي قد تؤدي إلى اختبارات متتالية، مما يهدد التوازن النووي العالمي. هل ستنجح الدبلوماسية في احتواء هذا التصعيد، أم أن العالم على أعتاب عصر جديد من التوتر النووي؟