الرؤية المصرية: في قرار يهدد بتعميق الأزمة الإنسانية في غزة، أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بوقف مرور القوافل الإغاثية من الأردن إلى القطاع الفلسطيني، عقب هجوم أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين عند معبر اللنبي الحدودي.
جاء هذا الإجراء خلال زيارة زامير لموقع الحادث، حيث وصف الهجوم بـ"الخطير والمروع"، مؤكداً على ضرورة إجراء تحقيق معمق لاستخلاص الدروس وتعزيز الدفاعات على الحدود الشرقية.
اقرأ ايضأ:-
وفقاً لتقارير إسرائيلية، وقع الهجوم مساء الخميس عندما هاجم سائق شاحنة محملة بمساعدات إنسانية متجهة إلى غزة، الجنود الإسرائيليين بسكين، مما أدى إلى مقتل اثنين منهم قبل أن يتم إطلاق النار عليه وتصفيته في المكان.
أغلق الجيش الإسرائيلي المعبر فوراً، وبدأ عمليات تمشيط للبحث عن مشتبهين آخرين، فيما أوصى زامير بتعليق شحنات المساعدات من الأردن إلى غزة حتى انتهاء التحقيقات، معتبراً ذلك خطوة احترازية لتعزيز الأمن.
خلال تقييمه للوضع في الموقع، شدد زامير على أهمية الحفاظ على التعاون الأمني الاستراتيجي مع الأردن، الذي يُعد شريكاً أساسياً في مواجهة التهديدات المشتركة، رغم الحادث الذي وصفه بأنه يتطلب تعزيز المنظومة الدفاعية.
وأشار إلى أن الجيش شكل فرقة خاصة على الحدود الشرقية في الأشهر الأخيرة، مؤكداً استمرار تعزيز الدفاعات في هذه الجبهة لضمان أمن الإسرائيليين، خاصة مع اقتراب أعياد تيشري.
يأتي هذا الهجوم بعد عام تقريباً من حادث مشابه في سبتمبر 2024 أودى بحياة ثلاثة إسرائيليين في نفس المعبر، مما يثير تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمنية المشتركة بين إسرائيل والأردن.
ومع أن أي جهة لم تتبنَ العملية بعد، إلا أنها تُصنف إسرائيلياً كـ"هجوم إرهابي"، وقد أدت إلى إغلاق المعبر إلى أجل غير مسمى، مما يعيق حركة التجارة والسفر بين الضفة الغربية والأردن.
مع تزايد التوترات في المنطقة، خاصة في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة، يُخشى أن يؤدي وقف القوافل إلى تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، حيث تعتمد غزة بشكل كبير على المساعدات الواردة عبر هذا الطريق.
وفي سياق أوسع، يبرز الحادث تحديات الأمن الإقليمي، حيث يُعد المعبر الوحيد للفلسطينيين من الضفة إلى الأردن، ويُشرف عليه تعاون أمني مشترك.
يظل السؤال معلقاً حول مدى تأثير هذا القرار على العلاقات الإسرائيلية-الأردنية، وما إذا كان سيفتح الباب أمام تصعيد أمني جديد أم يعزز من التنسيق لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، في وقت يتطلب فيه الاستقرار الإقليمي جهوداً مشتركة لمواجهة التحديات المتنامية.