الرؤية المصرية:- تل أبيب – أمطار غزيرة اجتاحت جنوب إسرائيل والضفة الغربية صباح الثلاثاء 25 نوفمبر 2025، لتُسقط جزءاً رئيسياً من جدار الفصل العنصري قرب قرية الرمادين جنوب جبل الخليل، في حادث أمّني وصفته الإعلام الإسرائيلي بـ"الخطير"، مما أثار حالة إنذار فورية واتهامات متبادلة بين الجيش والشرطة حول إهمال الصيانة.
في أقوى عاصفة شتوية حتى الآن، هطلت كميات هائلة من الأمطار –عشرات المليمترات في ساعات قليلة– على النقب وبئر السبع، لتُحوّل الطرق إلى أنهار وتُغرق المتاجر، بينما انهار الجدار تحت ضغط السيول والطين في منطقة حدودية "معادية" حسب تعبير صحيفة "معاريف"، قرب قرى فلسطينية في السلطة الوطنية. فيديوهات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي توثّق اللحظة المرعبة: سيول جارفة تُسقط أمتاراً طويلة من الحاجز الإسمنتي، الذي يمتد لأكثر من 700 كيلومتر ويُفصِل بين الضفة الغربية والداخل المحتل، مُعلناً عن ثغرة أمنية قد تُعرّض مستوطنات قريبة لمخاطر.
الجدار، الذي بدأ بناؤه عام 2002 بحجة "منع التسلل"، يُعتبر رمزاً للفصل العنصري من قبل الفلسطينيين، حيث يبتلع آلاف الهكتارات من أراضيهم ويعزل آلاف السكان عن حقولهم ومدارسهم، وفقاً لتقارير منظمات حقوقية. لكن اليوم، تحولت قوة الطبيعة إلى "عدو" أكبر: السيول الناتجة عن المنخفض الجوي أدت إلى انهيار جزئي جنوب الخليل، قرب مدينة دورا، مع انزلاقات أرضية أعاقت حركة الطرق الرئيسية في وسط الضفة، مما دفع السلطات الإسرائيلية إلى نشر قوات وقائية فورية على طول المنطقة المتضررة.
لم يقتصر الدمار على الحاجز: في بئر السبع، غمرت الفيضانات المنازل والمراكز التجارية، حيث وصلت المياه إلى مستوى الركبتين داخل المتاجر الكبرى، وأجبرت السكان على الفرار تحت المطر الغزير. أما في وادي يتير شمال النقب، ففاضت السيول بقوة جارفة، جُرفت بها شاحنة صغيرة تحمل سائقاً واحداً، تم إنقاذه بعد ساعات من الجهود المضنية بواسطة الشرطة ومتطوعي الإنقاذ، في حالة تتراوح بين الطفيفة والمتوسطة. وفي مستوطنة تمرا، تكرر السيناريو مع سيارة خاصة غُمرت بمياه الوادي، وأُنقِذ ركابها بصعوبة، مُؤكّدين على مخاطر القيادة قرب الوديان أثناء العواصف.
أثارت الحادثة جدلاً داخلياً إسرائيلياً حاداً: اتهمت الشرطة الجيش بإهمال نظام تصريف المياه تحت الجدار، بينما رد الجيش بأن المسؤولية تقع على الجهات المحلية، فيما أكدت "معاريف" أن المنطقة "شديدة الحساسية" بسبب قربها من "قرى معادية"، مشيرة إلى مخاوف من استغلال الثغرة. وفي الضفة، رحّب فلسطينيون بالحادث كـ"ضربة طبيعية لرمز الاحتلال"، لكنهم حذّروا من تداعياته على الطرق المحلية، حيث أدى الانهيار إلى تعطيل حركة السكان نحو الخليل.
مع تواصل الإجراءات الوقائية، يبقى السؤال معلقاً: هل تكشف هذه العاصفة عن هشاشة الجدار الأمني، أم ستُعجّل بتعزيزات تجعل الفصل أشدّ قسوة؟ في زمن يتسارع فيه التوتر، تحولت قطرة المطر إلى رمز للضعف الذي لا يُرى. #فلسطين #أمطار_غزيرة #أمن_إسرائيلي