السيسي يحبط "سيف الموساد": كيف أفشل الرفض المصري خطة تهجير 1.5 مليون فلسطيني إلى سيناء؟

#السيسي_يحمي_سيناء #تهجير_غزة #موساد_فاشل #قضية_فلسطين

السيسي يحبط "سيف الموساد": كيف أفشل الرفض المصري خطة تهجير 1.5 مليون فلسطيني إلى سيناء؟

الرؤية المصرية:- كشف الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، في كتابه الجديد "سيف الحرية: إسرائيل، الموساد والحرب السرية"، أنه كان العقل المدبر وراء خطة سرية لنقل نحو 1.5 مليون فلسطيني مدني من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، كرد فعل فوري على هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي أحبطها برفض قاطع، معتبرًا أنها تهديد مباشر للسيادة المصرية وأمنها القومي.

الخطة، التي وافق عليها مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) فور اندلاع الحرب، كانت تُروَّج كـ"إجلاء مؤقت" لتقليل الخسائر المدنية أثناء العمليات العسكرية الإسرائيلية، مع السماح للفلسطينيين بالدخول إلى سيناء لمدة ستة أشهر إلى عام دون أي أدوات إلكترونية أو أسلحة، كما يصفها كوهين في صفحات الكتاب الصادرة بالإنجليزية في سبتمبر 2025، والعبرية بعنوان "بالأحابيل تصنع لك حرباً". وفقًا لكوهين، الذي ترأس الموساد من 2016 إلى 2021، كُلِّف شخصيًا بمهمة "التسويق" للفكرة في عواصم عربية، حيث سافر لعرض "ضمانات دولية" من الولايات المتحدة، بريطانيا، اليابان، الصين، والهند، ليؤكد أن الإجراء لن يتحول إلى تهجير دائم.

رغم الدعم الإسرائيلي الرسمي، واجه كوهين تحفظات حادة من القادة العرب، الذين رأوا في الاقتراح خطرًا على الاستقرار الإقليمي، خوفًا من أن يُستخدم كذريعة لتغيير ديموغرافي يفرغ غزة من سكانها الأصليين.

ويُعترف كوهين بأن "القاهرة كانت نقطة الفصل"، حيث رفض السيسي الخطة فور عرضها، مشددًا على أن أي تدفق جماعي للفلسطينيين إلى سيناء سيُشعل ثورة داخلية في مصر، مرتبطة بكراهية حماس وارتباطها بالإخوان المسلمين، كما نقلت مقابلات مع كوهين في وسائل إعلام عبرية قبل إصدار الكتاب.

ويصف كوهين هذا الرفض بأنه "الجملة الأكثر أهمية في الكتاب": "في نهاية المطاف، رفض الرئيس السيسي المبادرة"، مما أدى إلى سقوط الخطة بالكامل رغم الجهود الدبلوماسية المكثفة. 

يأتي الكشف هذا في سياق أوسع لمسيرة كوهين الاستخباراتية، حيث يروي في الكتاب كيف تقمَّص أدوارًا متنوعة لجمع المعلومات، مثل "تاجر الشاي" في السودان لتجنيد عملاء، أو "خبير آثار" في لبنان لاختراق شبكات إرهابية، مما يُبرز أساليب الموساد في "تحويل" الأهداف بين الإغراء والضغط.

 كما يعترف كوهين بمحاولة أخرى فاشلة، حيث عرض توليه رئاسة فريق التفاوض لصفقة تبادل الأسرى بعد 7 أكتوبر، لكن زملاءه في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أوقفوها، معتبرين أنها غير مناسبة في ذلك السياق السياسي الحساس.

الاعترافات في "سيف الحرية"، الذي يمزج بين السيرة الذاتية والدفاع عن استراتيجية إسرائيل، تُثير جدلاً واسعًا، خاصة مع طموحات كوهين السياسية المُلمَّح إليها، حيث يُقدِّم نفسه كقائد يجمع بين اليسار الاجتماعي واليمين الأمني، مدافعًا عن اتفاقيات أبراهام التي ساهم في صياغتها.

ومع ذلك، يُنتقد الكتاب لمحاولته تحميل فشل التنبؤ بهجوم 7 أكتوبر للجيش والشاباك، مع تبرير دور الموساد كـ"سيف الحرية" في مواجهة التهديدات الإيرانية والفلسطينية. 

هل يُعد رفض السيسي انتصارًا للثبات العربي أمام الضغوط الإسرائيلية، أم مجرد فصل مؤقت في رواية حرب لا تنتهي؟ مع تصاعد التوترات في غزة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستعود مثل هذه الخطط للحياة تحت غطاء دولي جديد؟