ووجه الجيش الأمريكي بأمر من الرئيس دونالد ترامب فجر الجمعة ضربة صاروخية استهدفت قاعدة جوية للنظام السوري، وذلك ردا على "هجوم كيميائي" اتهمت واشنطن النظام السوري بتنفيذه على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا الثلاثاء.
ونفت دمشق تنفيذ هجوم كيميائي، فيما أفادت حليفتها روسيا أن الطيران الحربي السوري قصف في خان شيخون "مستودعا إرهابيا" يحتوي "مواد سامة".
وكان مجلس الأمن فشل خلال جلسة الخميس في الاتفاق على شروط التحقيق حول الهجوم الكيميائي.
وكان من المفترض حسب بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إن أعضاء المجلس سيعقدون الجمعة اجتماعا مفتوحا وسيستمعون إلى عرض للعمل العسكري الأمريكي.
لكن أمريكا التي تتولى خلال نيسان/أبريل الحالي الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، نفذت الضربة استباقيا، رغم أن تحقيقات لم تجر بعد لاثبات أن القوات السورية مسؤولة عن الغاز السام الذي قتل العشرات في خان شيخون.
وكان اعلامي سوري قد صرح في مداخلة على قناة تلفزيونية تونسية أن غاز السارين كان محملا على شاحنة بمعرفة مسولي الكيميائي في جبهة النصرة في إدلب وكان من المفترض تفجيرها في منطقة تحت سيطرة القوات السورية لكنها انفجرت فيهم مما أدى إلى مقتلهم والضربة السورية كانت ثلاثة ساعات بعد انفجار الشاحنة.
أردوغان يطالب بالمزيد
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ألقى بالدبلوماسية كعادته عرض الحائط ومال في الاتجاه الذي سلكه منذ بداية حروب الجماعات الإسلامية المسلحة على النظام السوري.
وبعد أن كان أخذ توجها يلائم العلاقات مع موسكو عندما استشعر نهاية مخطط أوباما ورحيله مع رحيل خليفته هيلاري كلينتون، وصعود ترامب الذي استشعر الجميع انه سيجهز على ما تبقى من مخططات أوباما لدعم الأنظمة الإسلامية، وبدأ يدعم ضربات موجهة ضد الإسلاميين والإرهابيين وقطع الامدادات على داعش، لم يعبأ بغضب حليفته موسكو من الضربة الأمريكية على سوريا وأثنى على الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة على قاعدة الشعيرات في حمص، ووصفه بأنه تطور مهم، لكنه قال إنه غير كافٍ بمفرده، وإنه ينبغي اتخاذ “خطوات جادة” لحماية الشعب السوري.
وأضاف خلال تجمع حاشد في إقليم هاتاي بجنوب البلاد، أنه يجب اتخاذ خطوات فعلية تجاه إنشاء مناطق آمنة في سوريا، مشيراً إلى أنه حان الوقت لاتخاذ خطوات جادة لحماية الشعب السوري.
وقال أيضاً “تركيا ليس لديها مطامع في سوريا ولكنها تريد إقامة مناطق آمنة”.
وتابع الرئيس التركي قائلا “يملك المجتمع الدولي القدرة على وقف النظام والمنظمات الإرهابية. أتمنى أن يكون الموقف الفعال الذي أبدته الولايات المتحدة في إدلب بداية فيما يتعلق بمثل هذه التطورات”.
الخليج يؤيد
أول رد جاء من العربية السعودية وهي التي ترى في الأسد عدوها اللدود، وبعدها تتالت البيانات من الدول الأخرى، ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية “تأييد المملكة العربية السعودية الكامل للعمليات العسكرية الأمريكية على أهداف عسكرية في سوريا، والتي جاءت ردًا على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين الأبرياء“.
وتدعم السعودية المعارضة السورية، وتطالب منذ بدء النزاع السوري قبل ست سنوات، برحيل الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من إيران، الخصم اللدود للسعودية.
كما أعربت قطر، بدورها، وهي الداعم الأكبر للحركات الإسلامية المسلحة في العالم العربي، عن تأييدها للعمليات العسكرية الأمريكية “على أهداف عسكرية يستخدمها النظام السوري في شن هجماته على المدنيين الأبرياء“.
ودعت وزارة الخارجية في بيانٍ “المجتمع الدولي إلى ضرورة الاضطلاع بمسؤولياته لوقف جرائم النظام واستخدامه للأسلحة المحرمة دولياً، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم للعدالة الدولية (…) وتشكيل حكومة انتقالية تضمن الحفاظ على وحدة سوريا ومؤسساتها“.
وفي الكويت، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إن الدولة الخليجية تؤيد “العمليات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة”، داعيا إلى “إلزام كافة الأطراف وحملهم على التجاوب مع المساعي الدولية للوصول إلى الحل السياسي المنشود الذي يعيد لسوريا أمنها واستقرارها“.
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، بدورها، “تأييدها الكامل للعمليات العسكرية الأمريكية على أهداف عسكرية في سوريا”، معتبرة أنها تاتي ردا على “الجرائم البشعة التي يرتكبها هذا النظام منذ سنوات“.
وحمل وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور بن محمد قرقاش في بيان رسمي “النظام السوري مسؤولية ما آل إليه الوضع السوري”، منوها بالقرار “الشجاع والحكيم الذي يؤكد حكمة فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب“.
كما أعلنت البحرين التي تضم قاعدة أمريكية ترحيبها بالضربة التي رأت أنها كانت “ضرورية لحقن دماء الشعب السوري ومنع انتشار أو استخدام أي أسلحة محظورة ضد المدنيين“.
وقالت وزارة خارجية المملكة الخليجية الصغيرة في بيان إن كلمة ترامب التي أعلن فيها عن الضربة تعكس “العزم والرغبة في القضاء على الإرهاب بكافة أشكاله”.