محمد البرادعي تلك الشخصية التي دائما ما ترتبط بجدل بين شقين في مصر، مثلما حدث في الحرب على العراق، اختار إعلان العودة ضمن سلسلة حلقا تجرى معه على فضائية "العربي" القطرية الداعمة لحركة الاخوان المسلمين.
إعلان البرادعي العودة وجد أيضا انقساما، لكن في هذه المرة كان الشق المعارض أكبر من المؤيدين لعودته بعد أن خسر جزءا من مؤيدي الرئيس المخلوع محمد مرسي الذي اتهموه بتأليب الغرب على الحركة ورئيسها إثر الإعلان الدستوري، وجزءا أخر من الشق المؤيد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذين يرون في استقالته من منصب نائب الرئيس المؤقت عدلي منصور، واتهامه بالسفر إلى بلجيكا لحشد دعم أوروبي ضد السيسي ودعم مرسي، إضافة إلى اتهامه بعقد اجتماعات بقيادة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين لبحث كيفية إعادة محمد مرسي إلى الحكم.
وبينما لم يحدد البرادعي كيفية هذه العودة، إلا أن إعلان البرادعي لعودته، يأتي قبل أيام من الذكرى السادسة لثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في العام 2011.
الأمر يطرح تساؤلات حول سبب هذه العودة في وقت بدات تتبدل فيه المعطيات الدولية، والإقليمية، فبينما بدأت مؤشرات انتهاء الدعم الغربي والأمريكي للحركات الإسلامية، فتحت مصر صفحة جديد مع حركة حماس، كما تغيرت وجهة النظر التركية لما يحدث في سوريا، الأمر الذي ربما جعل قطر تستفيق وتبحث عن حل لحفظ ماء الوجه للخروج من المواجهة مع الإدارة الامريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب.
وقال البرادعي: "ابتعدت عن العمل العام 3 سنوات، بعد 16 سنة عمل عام، منها 12 في الوكالة الدولية للطاقة الذرية و4 سنوات في مصر، حاولت خلال الفترة الأخيرة نقل مصر من حكم سلطوي لحكم حر".
وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن سبب ابتعاده عن العمل العام خلال السنوات الأخيرة، هو "لأعطى فرصة لوجهة نظر أخرى"، مضيفا "كنت حزينا لأنني كنت على صواب".
وبشأن عودته للظهور إعلاميا والعمل العام، قال: "لابد الآن، أن يتحدث كل شخص وبخبرته يساعد.. لن ينصلح الحال في مصر ولا العالم العربي إلا بالتوافق على العيش معا، دون ذبح وشيطنة الآخر".
وسيتحدث البرادعي في الحلقات القادمة عبر برنامج أسبوعي تبثه قناة العربي بعنوان "وفي رواية أخرى"، عن عدة قضايا أهمها: رؤيته لمستقبل مصر، والحل الذي يتمناه لأزمتيها السياسية والاقتصادية، ورؤيته لأزمات الدول العربية، وعلى رأسها سوريا وفلسطين.
وتولى الدبلوماسي المخضرم منصب نائب رئيس الجمهورية المؤقت حينها عدلي منصور، قبل أن يستقيل منه في منتصف أغسطس/آب 2013، احتجاجا على فض اعتصامات مؤيدي مرسي بالقاهرة بالقوة، مما خلف مئات القتلى والمصابين.