الرؤية المصرية:- وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقية استراتيجية مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز في البيت الأبيض أمس، لتوريد 30 معدناً نادراً حيوياً بقيمة 8.5 مليارات دولار، كرد فعل مباشر على قيود الصين الجديدة على تصدير هذه الموارد، محذّراً من أن الولايات المتحدة ستغرق في الكميات خلال عام "لدرجة لا نعرف ماذا نفعل بها"، في خطوة تعزز التحالف العسكري والتجاري بين البلدين وسط تصعيد الحرب التجارية مع بكين.
في لقاء تاريخي شهد توقيع الاتفاقية بعد أشهر من المفاوضات، أعلن ترامب أن الصفقة ستغطي عناصر أرضية نادرة أساسية للبطاريات الكهربائية والطائرات والغواصات، مشدّداً أنها "تأخذ العلاقة إلى المستوى التالي". ألبانيز، الذي وصل إلى واشنطن محمّلاً بـ"أنبوب إمدادات جاهز بـ8.5 مليارات دولار"، وصف الاتفاق بأنه "فرصة اقتصادية ودفاعية"، مع التركيز على تعزيز صفقة "أوكوس" للغواصات النووية وتوريد معدات عسكرية أخرى.
اقرأ ايضأ:-
جاء التوقيع كرد سريع على إعلان الصين في 9 أكتوبر فرض ضوابط تصدير على عناصر أرضية متوسطة وثقيلة، وبطاريات الليثيوم، ومواد الغرافيت، ومعدات الاستخراج، اعتباراً من 8 نوفمبر، مما أثار غضباً أمريكياً. ردّ ترامب في 10 أكتوبر بتهديد فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية من 1 نوفمبر، متجاوزاً الرسوم الحالية، ووصف موقف بكين بـ"العدواني". أما وزير الخزانة سكوت بيسنت، فقد أشار أمس إلى إمكانية تأجيل الرسوم لإتاحة حوار بين الزعيمين، مع التركيز على "الانفصال" عن الصين غير الموثوقة.
تسيطر الصين حالياً على 70% من إنتاج هذه المعادن و90% من معالجتها، مما يجعل الولايات المتحدة تعتمد عليها بنسبة تزيد عن 50% من 50 مورداً حاسماً، وفقاً لقائمة الوكالة الأمريكية للمعادن الحرجة. أستراليا، التي تنتج نصف ليثيوم العالم وربع البوكسيت، إضافة إلى كميات هائلة من الكوبالت والمنغنيز، أصبحت الخيار الأمثل لتنويع الإمدادات، خاصة مع مخاوف أمريكية من "السيطرة الصينية" على سلاسل التوريد العالمية.
خبراء يرون في الصفقة نقلة نوعية. "التوقيت مثالي"، يقول إيان ساتشويل، خبير في معهد المعادن المستدامة بجامعة كوينزلاند، مضيفاً أنها تربط الاقتصادين بشكل أوثق وتحمي أستراليا من صدمات تجارية ترامبية مثل الرسوم الـ50% على الصلب والألمنيوم. سوزان بارك، أستاذة في جامعة سيدني، تحذّر من أن الاتفاق قد يشمل استثمارات أمريكية استراتيجية في شركات التعدين الأسترالية، لمواجهة "النهب الصيني"، مع التركيز على الطاقة الخضراء والدفاع.
الصفقة لا تقتصر على المعادن؛ فقد ناقش الزعيمان تعاوناً تجارياً أوسع، بما في ذلك حماية أستراليا من الرسوم الأمريكية الجديدة، وتأكيد التزام واشنطن بصفقة أوكوس التي تواجه تحديات بسبب سياسات ترامب "التجارية". في تصريح لـ"الرؤية المصرية"، أكّد محلل اقتصادي أمريكي أن هذا "يحوّل أستراليا إلى حليف حاسم في مواجهة الصين، مع إمكانية إنتاج أمريكي مستقل بنسبة 30% خلال عامين".
مع تصاعد التوترات، يتوقع مراقبون أن تلهم الصفقة تحالفات إقليمية أخرى، محوّلة المنافسة على المعادن النادرة إلى سباق جيوسياسي. هل تنجح واشنطن في كسر احتكار بكين، أم تشعل صفقاتها حرباً تجارية عالمية جديدة؟