بافتتاح جناحها الوطني، قدّمت تونس دعوة مفتوحة للعالم لاستكشاف إرثها العريق وطموحها المتجدد، في حدث يُتوقع أن يستقطب نحو 30 مليون زائر على مدى ستة أشهر.
اقرأ ايضأ:-
- السفارة الأمريكية في تونس ومنظمة ''التّعليم من أجل التوظيف'' يكرّمان 250 شابا من مختلف الجهات التونسية
- الجيش التونسي يتأهب على الحدود مع ليبيا
- مهرجان التين بكسرى: جمهور قياسي في سهرة الشاب بشير
جناح "رنين": مزيج الأصالة والحداثة
يحمل الجناح التونسي عنوان "رنين" (Résonnance)، وهو تحفة معمارية تجسّد شعار "الشراكة في الابتكار والعلوم والتكنولوجيا". صُمم بإبداع المهندسين التونسيين مراد زغلامي ومريم الشايب، ليمزج بين الجمال الفني والتجربة الحسية.
واجهته المزدانة بروح الياسمين والفسيفساء التقليدية تأسر الأنفاس، بينما تتناغم ألوانه القرمزية مع درجات الأحمر الياباني، في حوار حضاري يجمع بين مشرق الأرض ومغربها.
حضر الافتتاح نخبة من الشخصيات، يتقدمهم سعادة السفير أحمد الشفرة، والمندوب العام مراد بن حسين، ومديرة الجناح سيرين الكنزاري، إلى جانب دبلوماسيين من فلسطين وقطر ومندوبين من دول مثل إيطاليا وإسبانيا وصربيا.
وفي الساعات الأولى، توافد آلاف الزوار من اليابان وإفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، إلى جانب أبناء الجالية التونسية، ليشهدوا هذا العرس الثقافي.
رحلة عبر الزمن والإبداع
يأخذ الجناح زواره في رحلة تأملية عبر أربع محطات:
1. الصدى (Echo) : فضاء يعيد إحياء أنفاس قرطاج بعروض هولوغرامية تأسر العين، حيث تتداخل الصور مع الماء لتذكّر بأهمية الطبيعة.
2. المسار (Elan) : ممر صحراوي مضيء يروي حكايات تونس عبر صناديق شفافة، تأخذ الزائر إلى أعماق التاريخ ودهشة البدايات.
3. اليقظة (Eveil) : ينبض هنا الحاضر التونسي بمشاريع تكنولوجية وابتكارات مستدامة، تعكس رؤية بلد يصنع مستقبله اليوم.
4. الجوهر (Essence) : قلب الجناح، حيث يزهو مجسم حنبعل بلوري إلى جانب شجرة زيتون من فسيفساء تونسية، في مشهد يجمع الأصالة بالإبداع. تتعطر الأجواء بالياسمين، وتصدح الأنغام التونسية، بينما تُعرض الصناعات التقليدية وتتألق "الميدة"، مائدة من خشب الزيتون تدعو لتذوق الأطباق التونسية المحضرة بزيت الزيتون، في مزيج من التراث والحداثة.
برنامج ثري يعزز الحضور التونسي
تطمح تونس عبر إكسبو 2025 إلى تعزيز صورتها كوجهة اقتصادية وثقافية وسياحية، مستثمرة هذا الحدث لترسيخ شراكات دولية. يتضمن برنامجها التنشيطي فعاليات بارزة مثل:
- يوم المرأة (12 أوت): للاحتفاء بدور المرأة التونسية في المجتمع والأعمال.
- اليوم الوطني (13 أوت): عرض ثقافي يجمع الأصالة بالابتكار.
- اليوم الاقتصادي (18 أوت): قبيل مؤتمر تيكاد 9، لتعزيز التعاون مع اليابان وشرق آسيا.
- أسابيع موضوعاتية : للترويج لمبادرات مثل "قرية واحدة، منتج واحد" والسياحة الحموية.
- أسبوع سياحي (29 سبتمبر - 11 أكتوبر): لعرض المعالم التونسية بأسلوب معاصر.
تونس في المحافل العالمية: إرث وطموح
تؤكد مشاركة تونس في إكسبو 2025 على حضورها المتجذر في التظاهرات الكونية منذ 1851، من لندن إلى دبي 2020.
جناحها ليس مجرد فضاء عرض، بل دعوة لاكتشاف تونس كما هي: بلد السلام والتنوع، الذي يحتفي بالحياة ويراهن على المعرفة.
تونس التي لا تنطفئ جذوتها، وتظل تنسج حكاياتها بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، لتبقى صوتًا نابضًا في قلب العالم.