إعادة هيكلة جذرية: أمريكا تغلق 83% من برامج USAID لخدمة مصالحها الوطنية

الرؤية المصرية:-- في خطوة جذرية أثارت الجدل، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في 7 مارس 2025 عن إغلاق 83% من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بعد مراجعة استمرت ستة أسابيع.

إعادة هيكلة جذرية: أمريكا تغلق 83% من برامج USAID لخدمة مصالحها الوطنية
إعادة هيكلة جذرية: أمريكا تغلق 83% من برامج USAID لخدمة مصالحها الوطنية

وأوضح روبيو عبر منصة التواصل الاجتماعي "X" أن هذا القرار جاء بناءً على تقييم دقيق كشف أن الوكالة أنفقت عشرات المليارات من الدولارات على أغراض لم تلبِ المصالح الوطنية الأمريكية، بل أضرت بها في بعض الأحيان.

وكتب الوزير في منشوره: "بعد ستة أسابيع من المراجعة، أغلقنا رسميًا 83% من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. يتم حاليًا إغلاق 5.2 ألف من العقود التي أنفقت حتى الآن عشرات المليارات من الدولارات بطرق لم تخدم المصالح الوطنية الأساسية للولايات المتحدة".

اقرأ ايضأ:-

وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لإعادة توجيه المساعدات الخارجية بما يتماشى مع الأولويات الأمريكية.

تحول في إدارة البرامج المتبقية

لم يقتصر القرار على إغلاق البرامج فحسب، بل شمل أيضًا خطة لإدارة أكثر فعالية للبرامج المتبقية، والتي يبلغ عددها نحو ألف برنامج. وأكد روبيو أن هذه البرامج ستُنفذ الآن تحت إشراف مباشر من وزارة الخارجية الأمريكية، بهدف ضمان تحقيق أقصى استفادة للمصالح الأمريكية.

دور إدارة ترامب وتعيين روبيو

يُذكر أن الرئيس دونالد ترامب قد عيّن ماركو روبيو قائمًا بأعمال رئيس الوكالة، وهو قرار يعكس أهمية هذه المراجعة في أجندة الإدارة. وقد أبلغ روبيو الكونغرس بالتفاصيل، مشيرًا إلى أن هذا التحول يهدف إلى إعادة هيكلة المساعدات الخارجية التي كانت تُقدم عبر الوكالة منذ عقود.

انتقادات حادة من إيلون ماسك

أثارت هذه الخطوة ردود فعل متباينة، أبرزها تصريحات الملياردير إيلون ماسك، رئيس وزارة فعالية الحكومة الأمريكية (DOGE). ففي 2 فبراير 2025، وصف ماسك الوكالة بأنها "منظمة إجرامية"، معربًا عن رغبته في "موتها".

وفي منشور آخر على "X"، ذهب إلى أبعد من ذلك بقوله إن USAID هي "وكر للثعابين الماركسيين اليساريين المتطرفين الذين يكرهون أمريكا". هذه التصريحات تعكس دعمًا قويًا من شخصيات بارزة في الإدارة لسياسة التغيير الجذري في الوكالة.

تداعيات دولية محتملة

يُعد إغلاق 83% من برامج USAID خطوة غير مسبوقة قد تؤثر على العديد من الدول والمجتمعات التي كانت تعتمد على هذه المساعدات.

ومع تحول إدارة البرامج المتبقية إلى وزارة الخارجية، يبقى السؤال حول كيفية تعامل الولايات المتحدة مع ردود الفعل الدولية والتحديات التي قد تنشأ نتيجة هذا القرار. 

تشكل هذه الخطوة اختبارًا كبيرًا لإدارة ترامب في سعيها لتحقيق رؤيتها بتوجيه الموارد الأمريكية نحو مصالحها الوطنية. وبينما يرى البعض أنها تعزز الكفاءة والتركيز، يحذر آخرون من تداعياتها على العلاقات الدولية. 

ومع استمرار تنفيذ هذه السياسة، يبقى العالم يترقب تأثيرها على المشهد الإنساني والسياسي العالمي.