التراث الأثري داعم للتنمية
مهرجان سيدي خليفة، وهو متنفس سياحي، ترفيهي، ثقافي لأبناء المنطقة، إلا أنه يرتكز في كافة فعالياته على البحث لإيجاد الطرق الكفيلة بدعم دور التراث الأثري في خطة التنمية، وهو هدف لا يمكن إلا أن يكون ذا بعد وطني وليس محليا فقط، وفي هذا الإطار تنزلت بداية اليوم الاختتامي التي تمثلت في ندوة حول "ّذاكرة فيراديماجوس وأطر الاستثمار والاستشهار من حولها"، بحضور المهندس المعماري بوكالة احياء التراث والتنمية الثقافية، قيس شنيور، والمسؤول عن المكتب الجهوي بسوسة لوكالة احياء التراث، طارق عبودة، ومجموعة من ممثلي المعهد الوطني للتراث وذلك لتثمين موقع فيراديماجوس.
وقد تناولت الندوة تاريخ وأهمية الموقع الأثري فيراديماجوس، ضمن محاضرة قدمها الباحث بالمعهد الوطني للتراث ومدير دائرة التنمية المتحفية منصف بن موسى، حيث قدم شرحا ضافيا مشفوعا الصور والرسم التوضيحي لكافة أعمال الحفريات التي تمت بالمنطقة خلال السنوات الماضية، وأهم الاكتشافات التي تم العثور عليها، ليقدم المتدخلون أفكارهم لتثمين هذا الموقع وادراجه في المسار التنموي للمنطقة، من خلال تجاربهم العملية حيث كان من بينهم أدلة سياحيين.
الندوة حضرها ممثلون عن وسائل الإعلام التونسية والعربية المعتمدة في تونس، الذين اطلعوا على هذه المنطقة الأثرية في جولة سياحية اندرجت ضمن فعاليات اليوم الاختتامي، بينما كان البرنامج الترفيهي والفلكلوري يضع لمساته الأخيرة ليبدأ فعالياته مع بداية هبوب النسيم الجبلي وتلطف درجات الحرارة.
مدير مهرجان سيدي خليفة، هشام الصلعاني في تصريح لـ"الرؤية الإخبارية":
{vembed Y=3AkUPHqpMkM}
المحفل والجحفة ولمة الزاوية
بين الخيام التي تخصصت في أنشطة متعددة مثل: اللباس التقليدي، الأكلة الشعبية، العروس ولمتها، والصوف والحلفاء، حطت الجحفة "موكب العروس" الذي جاءت تتبختر تسبقها فرسان القرية على خيولهم ويتهاجى بها الجمل مختفية داخل "بيتها" التي تسمى الجحفة والمنتصبة فوق صنم الجمل، ثم بدأ عرض الفروسي وسط الساحة بين الخيام في مشهد فلكلوري جسد الصورة التي اختبأت ضمن "تحضر" الذاكرة عن عادات وتقاليد أصبحت شبه أثر بعد عين، ولم يعد منها غير القليل.
الأطفال في عيون سيدي خليفة الصلعاني
وإذا كان هذا الجانب من فعاليات اليوم الاختتامي لمهرجان سيدي خليفة مخصصا للشباب والكهول الذي لازالوا يبحثون عن الذكريات فإن أطفال المنطقة كانوا على موعد مع مسابقات البراعة حول (إنشاء قناع مصدر المياه بسيدي خليفة) والصور ومشاركتها على الانترنت . كما كانت فرصه لهم للتجوال بين ثنايا الآثار التي تكسوا المكان وبنظرة للأفق تشعر أن "قوس النصر" يستدعيك إلى ان تتقدم لتكتشف المزيد.
جمهور غفير من كافة الشرائح العمرية والمستويات الثقافية كان حاضرا فرحا بعودة مهرجان سيدي خليفة، واستعاد فرحة "يوم الربيع " وهو الإسم الذي بدأ به المهرجان 1987، احتفاء بإخضرار الموقع الأثري، في تظاهرة ثقافية تجمع بين "الزردة" وهي الضيافة بزاوية "سيدي خليفة الصلعاني"، والسياحة في بين ربوع الطبيعة بالموقع الأثري، بما يؤكد حب أهل الجهة لمهرجانهم وإصرارهم على دعمه من أجل إستمراره، بينما تنتظر إدارة المهرجان دعم سلطة الإشراف والسلطة المحلية حتى "لا يطير الدخان" بما يعني أن لغيابه آثارا لا داع للحديث عنها...