يوم ثانٍ نابض بالتكريمات والنقاشات العميقة في أيام قرطاج السينمائية

#مهرجان_قرطاج_السينمائية #سينما_تونسية #تكريم_زياد_الرحباني #بولين_فييرا #عبدالعزيز_بن_ملوكة


الرؤية المصرية:- شهد اليوم الثاني من الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية، الاثنين 15 ديسمبر 2025، انطلاقة قوية مليئة بالتكريمات والنقاشات الفكرية، حيث افتتحت جلسة توقيع كتاب الناقد كمال بن وناس "Champ/contrechamp" الفعاليات، تلتها احتفاءات بأيقونات سينمائية أفريقية وعربية مثل بولين سومانو فييرا وزياد الرحباني وعبد العزيز بن ملوكة.

يوم ثانٍ نابض بالتكريمات والنقاشات العميقة في أيام قرطاج السينمائية

يغوص كتاب بن وناس في أعماق السينما التونسية عبر عقودها الأربعة الأولى (1960-2000)، مفككاً جمالياتها وعلاقتها بالأدب، محاوراً مفهوم النقد الحقيقي أمام طغيان الآراء السريعة على الإنترنت والنقد الصحفي. تساءل بن وناس خلال الجلسة ببيت الرواية في مدينة الثقافة: "ماذا يعني أن تكون ناقداً سينمائياً؟"، مؤكداً أن "التونسية" في السينما ليست مجرد قيم، بل بحث عن أسلوب شكلي متجذر في الثقافة المحلية. 

 انتقلت الأضواء إلى مئوية ميلاد الرائد الأفريقي بولين سومانو فييرا، أول مخرج أفريقي تخرج من معهد IDHEC الفرنسي، وصاحب فيلم "أفريقيا على نهر السين" (1955).

 دشن معرض لمسيرته التي تضم أكثر من 30 فيلماً وثائقياً، تلاه عرض أعمال مرممة مثل "كان ذلك قبل أربع سنوات" و"قيد الرقابة الجبرية"، إلى جانب فيلم عنه بعنوان "Vieyra, le précurseur innovant". ساهم فييرا في تأسيس الاتحاد الأفريقي للسينمائيين، وترك كتاباً مرجعياً عن تاريخ السينما الأفريقية حتى 1973.

في سياق عربي، انطلقت فعالية "زياد الرحباني بيننا" بعرض فيلم "عائد إلى حيفا" لقاسم حول، مكرمة الموسيقار اللبناني الراحل (1956-2025) الذي رحل في يوليو الماضي عن 69 عاماً. مزج زياد بين الموسيقى والمسرح والسينما، مشاركاً كممثل ومؤلف موسيقي في أعمال مع فاروق بلوفة ورندة الشهال ومارون بغدادي، محولاً إبداعه إلى فعل مقاوم ينتقد الجمود الاجتماعي والسياسي.

أما تكريم المنتج التونسي عبد العزيز بن ملوكة، الحائز "التانيت الشرفي" في الافتتاح، فقد بدأ بعروض لأفلامه مثل "الوليمة" و"النخيل الجريح".

 يُعد بن ملوكة عماد الإنتاج السينمائي التونسي، مؤسس شركة "س.تي.في" عام 1989، التي أنتجت أكثر من 20 فيلماً وطنياً وشاركت دولياً في "حرب النجوم"، مجمعاً بين الحرفية المحلية والتعاون العالمي.

يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستتمكن هذه التكريمات من إلهام جيل جديد للحفاظ على الإرث السينمائي العربي والأفريقي في زمن التحولات الرقمية السريعة؟