اقرأ ايضأ:-
واستقبل الجمهور الفيلم بحفاوة شديدة وتلقى إشادات نقدية هائلة، منها وصف الناقد محمد رُضا للفيلم أنه أحد أفضل الأفلام التي شاهدها هذا العام وأشاد في جريدة الشرق الأوسط بالأداء التمثيلي في الفيلم "تمثيل عرين عمري ومحمد بكري مثل عزفٍ موسيقي ثنائي متجانس". كما أضاف "كل شيء في مكانه والإيقاع متنقلٌ، لكنه غير مستعجل للوصول إلى تلك المفاجأة التي كان يمكن لها أن تُهدر فيما لو أن المعالجة الإجمالية لم تكن واحدة منذ البداية".
وفي حديثها عن الفيلم، تقول مها حاج "يقع فيلم ما بعد على خلفية الصراع الدائم في غزة، وهو رثاء وشهادة على قوة الروح الإنسانية التي لا تُقهر. في عالم تحدده المعاناة، تعد رحلة سليمان ولبنى بمثابة تذكير مؤثر بالقوة السحرية والقدرة غير المحدودة للخيال البشري".
وأضافت "من خلال قصة تدور أحداثها في المستقبل، يواجه هذا الفيلم الواقع الصارخ لأمة مزقتها عقود من الصراع. لا توجد إجابات سهلة، ولا حلول سياسية لتخفيف معاناة الآباء الذين فقدوا كل شيء. وهكذا، فإنه ينكشف في عالم غير مقيد بالزمان أو المكان - وهو انعكاس مؤثر للخسارة التي لا يمكن تعويضها والتي تتحدى الحدود الدنيوية".
تدور أحداث الفيلم حول سليمان ولبنى، زوجان منعزلان، يتعرض خيالهما المصون بعناية للتهديد عندما يستحضر شخص غريب غير مدعو حقيقة مؤلمة. يعيش سليمان ولبنى في مزرعة منعزلة. يهتمون بالأشجار، ويُجرون مناقشات ساخنة ومستمرة حول خيارات حياة أطفالهما الخمسة. وفي أحد الأيام يصل شخص غريب منزلهما ليكشف لنا حقيقة مروعة.
الفيلم من تأليف وإخراج مها حاج وبطولة محمد بكري الذي حصل على العديد من الجوائز عن أعماله، منها جائزة الإنجاز الإبداعي في مهرجان الجونة السينمائي، ويشاركه البطولة عرين العمري وعامر حليحل ومدير تصوير أوغستين بونيه ومونتاج فيرونيك لانج ومهندس الديكور ساهر دويري وموسيقى منذر عودة وصوت محمد أبو حمد.
الفيلم من إنتاج شركة أوغست للأفلام وهو إنتاج مشترك بين فلسطين، إيطاليا وفرنسا للمنتجين حنا عطالله و رونزا كامل ويعتبر فيلم ما بعد ثاني انتاجاتهم السينمائية بعد فيلم " شكرًا لانك تحلم معنا" والذي ما زال في مرحلة ما بعد الإنتاج. تتولى MAD Distribution مهام التوزيع والمبيعات في العالم العربي، بينما تتولى MAD World المبيعات في باقي أنحاء العالم.
مها حاج ولدت في الناصرة وتخرجت من الجامعة العبرية في القدس في الآداب الإنجليزية والعربية. تميزت رحلتها الفنية بالتعاونات البارزة واستمدت تجربتها السينمائية من عملها كمصممة فنية في فيلم الزمن الباقي لإيليا سليمان، وفيلم الصدمة لزياد دويري.
كتبت وأخرجت الفيلم القصير برتقال عام 2009 والذي فاز بجائزة الجمهور بمهرجان مونبلييه بفرنسا والفيلم الوثائقي خلف هذه الجدران عام 2010.
وفي 2016 أخرجت فيلمها الروائي الأول أمور شخصية والذي ترشح لجائزة نظرة ما بمهرجان كان السينمائي الدولي، وفاز بجائزة آرتشي لأفضل فيلم طويل في مهرجان فيلادلفيا السينمائي وجائزة النقاد في مونبلييه لسينما البحر المتوسط. فاز فيلمها الأخير الأشهر حمى البحر المتوسط بجائزة أفضل سيناريو بمهرجان كان السينمائي الدولي بقسم نظرة ما بالإضافة إلى العديد من الجوائز العالمية الأخرى كما رشحته دولة فلسطين لتمثيلها في جوائز الأوسكار.