سهرة الافتتاح كانت ليلة المالوف، رحلة العودة من تونس/ قرطاج إلى إشبيلية/الأندلس، منطلقها تونس، ومنتهاها إسبانيا ومحطاتها الجزائر والمغرب. رحلة موسيقية وجدت في المالوف مشتركا ثقافيا وحضاريا نجح في الصمود على مر الزمن
في تمام العاشرة ليلا انطلقت سهرة افتتاح الدورة الرابعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي في المسرح الروماني بقرطاج بالنشيد الوطني التونسي لتعتلي الفرقة الوطنية للموسيقى الركح متبوعة بقائدها المايسترو "محمد الأسود" ثم توافد الفنانون يتقدمهم "زياد غرسة" بعوده، درصاف الحمداني بحضورها الجميل، عباس الريغي بجزائريته المعتقة، عبير العابد حاملة جبال الأطلس في صوتها وإطلالتها و"ماريا مارينا" التي ملأت المسرح بصوتها وآدائها المتقن للفلامنكو
افتتحت الفرقة الوطنية للموسيقى السهرة بمقدمة موسيقية جمعت كل أنماط المالوف في نوتاتها، ثم قدم الفنانون وصلات مترابطة من المالوف التونسي والمغربي والجزائري والإسباني، ألوان تتعدد فيها اللغات واللهجات الموسيقية لكنها تتشابه في الوقت نفسه وتنصهر نهاية
وإضفاء للمشهدية على العرض، رافق عدد من الراقصين وصلتي الجزائري "عباس الريغي" والإسبانية "ماريا مارينا"
في القسم الثاني من السهرة قدم كل فنان أغنية خاصة به فأدت "درصاف الحمداني" بصوتها الجميل رائعة فتحية خيري "ما أحلى ليالي إشبيلية"، واهتز الجمهور تفاعلا مع أغنية "كم عيارو" لزياد غرسة، وغنت "عبير العابد" بصوتها العريض وإحساسها العالي "بنت بلادي"، وأدى "عباس الريغي" بصوت متمكن "شهبت ليام" وقدمت "ماريا مارين" بصوتها العميق "تارارز" لتنتهي السهرة بآداء جماعي لأغنية "سمراء يا سمراء" للفنان التونسي الكبير "الهادي الجويني" وكان تفاعل الجمهور كبيرا مع الأغنية الأخيرة التي لم تخل من الارتجال الموسيقي في آدائها، وأضفى كل فنان لمسته الخاصة في آداء أحد مقاطعها
ليلة المالوف في سهرة افتتاح الدورة الرابعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي كانت رحلة استثنائية انطلقت من قرطاج وعبرت الجزائر والمغرب لتصل إلى إشبيلية، وأكدت أن الإرث الموسيقي المشترك يمثل جسرا حقيقيا بين ثقافات الشعوب.
نذكر بأن الموعد القادم في الدورة الرابعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي سيكون مع نجم الكوميديا الفرنسي من أصل مغربي "جمال دبوز" في سهرة الاثنين 16 جويلية 2018 انطلاقا من العاشرة ليلا بالمسرح الروماني بقرطاج