بئر العيسلي، أوتاد خيام حزوة تدق الطبول في ليل الصحراء

تونس/ متابعة وتصوير: عوض سلام/ تاريخ البدو الرحل يبقى بحرا لا متناه للبحث، يذهب بالباحث إلى أطراف بعيدة من العالم شرقا وغربا، لكن أينما ذهب الباحث لابد أن يأتي ربوع تونس، الأرض التي كانت موطأ أقدام الرحل والبدو ذهابا وإيابا، وهي الموضوعة بين "معقفين" ليبيا والجزائر.

صورة لعلم تونس على رمال صحراء بثر العيسلي
مصدر الصورة: تصوير عوض سلام

{vembed Y=dCii89D4aZE}

قبيلة غريب، متسكانو معتمدية حزوة، أهلها من أصول يمنية، في بداية دخولهم تونس استقروا في ولاية القيروان ومنهم من ظل هناك بينما ذهب البعض إلى الجزائر، والمغرب وبالتحديد في الساقية الحمراء، ومنهم من عاد إلى هذا المكان، بثر العيسلي...بحسب ما روى لنا مدير الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الدولي للخيام بحزوة، على السعيدي.

وتابع "السعيدي" روايته، وذلك خلال رحلة إلى هذه المنطقة، ضمن فعاليات المهرجان، يقول: البعض من بني غريب، استقروا تحديدا بمعتمدية الشراردة بالقيروان، والعائدون تم توطينهم في معتمدية الفوار، التابعة لولاية قبلي، ثم انتشروا، باعتبارهم رعاة وعملهم هو تربية المواشي بكل أنواعها، منهم من ذهب إلى رجيم معتوق، الدرجين، وبشني، والعديد من المناطق حتى اصبحوا يمتدوا من معتمدية دوز، إلى معتمدية تمغزة.

وأضاف "السعيدي" أهل المنطقة متسلحون بالصبر، وتحدوا الصعاب للتواجد في هذا المكان رغم القحط والطقس القاسي، وهذا المكان هو أحد الأماكن السياحية النظيفة التي لا تجد رواجا، ومن أهداف المهرجان الدولي للخيام في حزوة، هو إخراج هذه المنطقة إلى النور..

وختم السعيدي قائلا:" نحن هنا لتجسيد ومحاكاة حياة آبائنا وأجدادنا في الماضي، لذلك ترى أين حط النجع الرحال، وأين يوجد علم تونس" ..موجها دعوة لسلطات الإشراف بالإلتفات لهذه المنطقة التي تقع على بعد 2 كلم من الحدود التونسية الجزائرية.

{vembed Y=OJRkU-zsGgU}

وكان تنظيم زيارة إلى هذا المكان فرصة لمتابعي مهرجان حزوة الدولي للخيام، القادمين من مصر، تونس، ليبا، الجزائر، العراق، والأردن للتعرف على تفاصيل حياة البدو والنجوع، وإعداد الخبز تحت الجمر، والرقصات البدوية والاشعار الشعبية القادمة من ربوع صحراء المغرب العربي.

خيول وطبول، وأزياء عربية وخيام أوتادها تشد الحبال بينما تستعد للترحال، وعلى ضوء لهيب النار ترى شخوص البدو والضيوف متلاحمة على رمال الصحراء، تشنف مسامعها موسيقى القرب، وأشعار في وصف جمال الصحراء، مع إيقاعات بدوية في صورة متناغمة صنعت أجمل لوحات ماضي الأجداد.