هذا الحدث، الذي يقام كل سنتين، ليس مجرد مسابقة، بل احتفاء بالهوية العربية، وتكريم للألحان التي تحمل في طياتها نبض الوطن.
تحت شعار "الوطنية في نغمة وكلمة"، تجمعت الأصوات والمقطوعات لترسم لوحة فنية تعبر عن الانتماء والفخر بالهوية العربية.
اقرأ ايضأ:-
- لحن الوطن في كلمة ونغمة
كان موضوع الدورة هذا العام بمثابة دعوة لاستحضار الوجدان العربي. الأغاني المشاركة، التي بلغ عددها 11 عملًا، حملت كلمات تعبر عن التضحية والفداء، متشحة بتوزيع أوركسترالي يعكس جمال اللحن وعمقه.
أما المقطوعات الموسيقية، وعددها 8، فقد التزمت بالمقامات العربية الأصيلة، مقدمة إبداعات موسيقية تتجاوز الحدود الجغرافية لتصل إلى قلوب المستمعين.
من الأردن إلى مصر، ومن سلطنة عمان إلى تونس والجزائر، تنوعت الأعمال واتحدت في رسالتها: حب الوطن.
- لجنة تحكيم تجمع النخبة
تحت مظلة لجنة تحكيم تضم أسماء لامعة مثل محمد الحلو من مصر، وشكري عمر الحنّاشي من تونس، وسميرة القادري من المغرب، إلى جانب الشاعر أزهري محمد من السودان والشاعرة دلال المقهوي من الكويت، تم تقييم الأعمال بعين ثاقبة وخبرة عميقة.
هذه اللجنة، التي جمعت بين التنوع الثقافي والكفاءة الفنية، كانت بمثابة جسر يربط بين الأصالة والحداثة، مضفية على عملية التحكيم طابعًا من العدالة والإنصاف.
- لحظات التتويج
بعد يومين من الاستماع والتداول، أعلنت اللجنة عن الفائزين، لتتألق الأردن، مصر، وسلطنة عمان في سماء الإبداع.
في فئة الأغنية، حصدت أغنية "كأن الدار ترثيني نوافذها" من إنتاج الإذاعة الأردنية الجائزة الأولى، بكلمات فهد رمضان وألحان وتوزيع محمد صبحي عزت بوشناق، وأداء نبيل سمور الآسر.
أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب أغنية "موطن الجلال" من إذاعة سلطنة عمان، بتأليف هشام بن ناصر الصقري وألحان وتوزيع أسعد الرئيسي، وأداء عبد الحميد الكيومي.
وفي فئة المقطوعة الموسيقية، فازت مقطوعة "موسيقى النضال" من إنتاج الإذاعة المصرية، بتأليف وتوزيع الدكتور إيهاب عبد السلام، بالجائزة الأولى، بينما نالت مقطوعة "ذكريات على الطريق" من الإذاعة الأردنية، بتأليف آوس بسام زاهي مرجي وتوزيع خالد توفيق، الجائزة الثانية.
- احتفاء بالفن والتراث
لم يقتصر الحدث على الإعلان عن الفائزين، بل امتد ليشمل تكريمًا خاصًا من المدير العام للاتحاد، المهندس عبد الرحيم سليمان، الذي قدم درع الاتحاد لأعضاء لجنة التحكيم تقديرًا لجهودهم.
وفي كلمته، أكد سليمان أن المسابقة ليست مجرد منافسة، بل منصة لدعم الإبداع العربي، والحفاظ على التراث الغنائي، وإثراء المكتبة الموسيقية بأعمال تحمل رسالة وطنية وإنسانية.
نافذة على العالم ستتألق الأعمال الفائزة مجددًا خلال فعاليات الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، المقرر عقده من 23 إلى 26 يونيو 2025.
كما ستتاح جميع الأعمال المشاركة عبر منصات التبادل الإذاعي (MENOS-ASBU Radio وMENOS-ASBU Cloud)، إلى جانب رابط خاص على موقع الاتحاد الإلكتروني، ليصل الإبداع العربي إلى جمهور أوسع.
في هذه الدورة، لم تكن الألحان مجرد أصوات، بل كانت قصصًا تحكي عن الوطن، عن الهوية، وعن الإبداع الذي يجمع العرب تحت راية الفن. ومع كل نغمة، يتجدد الأمل في أن تظل الموسيقى لغة الروح التي لا تعرف الحدود.
