وقد ضم هذا الإصدار اثنتين وستين قصيدة، إضافة إلى ثلاث وعشرين قصيدة لأفراد من أسرته، وقسّم المؤلف عمله عن ابن زنيد إلى فصلين ومجموعة ملاحق، تناول الأول، سيرة حياة الشاعر وتجربته الشعرية، مروراً بنظمه الشعر ومرحلة شبابه وسفره إلى الدمام، ونتاجه الشعري ومساجلاته مع شعراء عصره، ومكانته الشعرية، وقصائده التي فقدت في أثناء حياته، وانتهاء بوفاته التي كانت في عام 1979م. أما الفصل الثاني ـ وهو الجزء الأكبر في الإصدار ـ فضم قصائد الشاعر التي صاحبها شرح وافٍ لمفرداتها إلى جانب ذكر مصدر كل قصيدة ومناسبتها. وفي آخر الكتاب أفرد المؤلف ملاحق تناولت القصائد المنسوبة إلى الشاعر، وقصائد لشعراء من أسرته، ووثائق وصور لمخطوطات ومدوّنات حفظت إبداعه.
وقد اعتمد المؤلف في تقصيه سيرة حياة الشاعر ابن زنيد وقصائده على روايات أفراد أسرته، وما ورد في المخطوطات الشعرية والمراجع المتوفرة.
ويعتبر الشاعر محمد بن ثاني بن زنيد أحد أهم شعراء النبط في دولة الإمارات في القرن العشرين، نظراً لتميز تجربته الشعرية التي تركت تأثيرها على شعراء ساحة الشعر النبطي. ووصف المؤلف قصائد شاعر الديوان بأنها تتميز بالجزالة وقوة السبك، مع خصوصية المفردة واللغة الشعرية البعيدة عن التقليدية السائدة. كما تميزت قصائده بتعدد الأغراض الشعرية التي كتب فيها، مثل العاطفة والمدح والرثاء. وأشار العميمي إلى الحضور الواضح لثقافة الشاعر في قصائده، وهي ثقافة استقاها من علوم عصره وعناصر بيئته التي عاش فيها، كمفردات النجوم والفَلَك والبحر والإبل. إضافة إلى كثرة المساجلات الشعرية بينه وبين عدد من شعراء عصره.
وقد وصف الأديب حمد بن خليفة بوشهاب شاعر الديوان بقوله: (الشاعر العارف بأسرار الشعر وفنونه، العالم بخفاياه ومضمونه، ويعتبر من كبار شعراء الامارات المعدودين وأبلغهم في نظمه). كما شبّه الشاعر سالم الجمري ألفاظ أشعار ابن زنيد بالتبر والدر، ووصف الشاعر علي بن مصبح بالقيزي شعر ابن زنيد في إحدى قصائده بأنه احتوى على كل الأغراض والفنون الشعرية، ولم يترك مجالاً لغيره حتى يتجاوزه شعرياً.