وقال "كمال الرياحي" في افتتاح اللقاء الذي قدمه "لسعد بن حسين" ونشطه "محمد الحباشة": "سنقوم الليلة بطرح موضوع إشكالي وهو صورة الجهادي في الرواية التونسية، هو موضوع تم طرحه قبل الثورات بالتحديد بعد أحداث 11 سبتمبر، ولعل أهم الروايات التي طرحت في هذا الموضوع هي "ريح الجنة" للروائي السعودي تركي الحمد التي يسرد فيها أحداث 11 سبتمبر، كذلك رواية "الإرهابي 20" للسعودي عبد الله ثابت ورواية "اقتلوهم جميعا" للجزائري سليم باشي. وحان الوقت لتسليط الضوء على الرواية التونسية التي تعنى بهذا الموضوع، لذلك سنتطرق إلى تجارب أدبية وروائية تونسية معاصرة. واختيار كلمة الجهادي ليس اعتباطيا بل هو من باب هزم النظرة الخارجية السطحية للجهادي والغوص في الأعماق قبل تكوين الجهادي، لذلك نحن ندخل هذا الموضوع دون أية أحكام مسبقة حول هذه الشخصيات."
وقدمت الروائية "شادية القاسمي" الحائزة على جائزة الكومار الذهبي عن روايتها "المصب" لمحة عن سيرتها الذاتية ومقاطع من روايتها الأخيرة "رايات سود" وقالت: "عندما أتحدث عن تجربتي الروائية أجدها بسيطة وأختزلها في كلمات، هي تمثيل قدرتي في الكتابة على تنقية شوائب الروح، و"رايات سود" تتناثر فيها الأحداث زمنيا، تنقل أحداثا واقعية لذلك كان يجب أن أتصف بالدقة، من الأحداث الطلابية إلى أحداث سليمان وحرق مقام السيدة المنوبية إلى الثورة التونسية، أنا أنقل صورة الجهادي الذي ضغطت عليه الظروف المادية والتهميش وحادثة الطفولة كي أطرح الأسباب دون أحكام مطلقة."
أما الروائي والناقد "محمد عيسى المؤدب" الذي كتب القصة القصيرة والرواية والمقال الأدبي وأنتج العديد من البرامج الأدبية، فقد قدم روايته الحائزة على الكومار الذهبي "جهاد ناعم" التي تتناول موضوع الهجرة غير الشرعية وتتعرض لعدة قضايا من بينها العنف والإرهاب والفساد قائلا: " لم أكن أحلم بتجاوز القصة القصيرة في كتاباتي ولكن جذبت من قبل العديد من العوامل حتى أنتجت عرس النار وهيلينا. وفي روايتي "جهاد ناعم" قمت بطرح العوامل النفسية والاجتماعية والاديولوجية لتكوين الجهادي، انتصرت للشباب والحرية وقمت بتفكيك مؤسسات ترحيل الشباب إلى الجهاد الداعشي، وفي نفس الوقت قدمت قصة نضال الذي دفعته هذه الظروف للهجرة غير الشرعية ليصل بعد ذلك إلى بؤر الإرهاب. هي رواية تعطينا نظرة أخرى للشخصيات الجهادية."