تعرف على نجوم الفن المصري اليهود، صور

رئيس تحرير مجلة الكواكب السابق والأمين العالم الحالي لمركز الهلال للتراث الصحفي التابع لدار الهلال المصرية، أشرف غريب تحدث في كتابه الجديد ” الممثلون اليهود في مصر” عن شخصيات كثيرة منها من كان يهوديا وآخرين كانوا إسرائيليين.

وتعود أهمية الكتاب الجديد إلى أنه أول توثيق مُدقق لدور الممثلين اليهود في تاريخ الفن السينمائي المصري. واستند فيه الكاتب، الذي بات مرجعا رئيسيا للتاريخ الفني المصري، إلى ما وصفه بنهج صارم في التحقق من المعلومات.

وبحسب الكتاب عدد الممثلين اليهود حتى عقد الأربعينيات، لم يتجاوز عدد الممثلين الأقباط على مدى تاريخ الفن في مصر، بل وكان عددهم في بعض الفرق المسرحية، كما عند جورج أبيض وسلامة حجازي “كان يفوق مثيله من المسلمين ربما بسبب عدم حماس المصريات، مسلمات وأقباط، للظهور على خشبة المسرح”.

من بين كل الممثلين اليهود الذين عرفتهم مصر، لم يهاجر إلى إسرائيل بعد إنشائها سوى ثلاث ممثلات

ولم يعرف فن التمثيل في مصر أي اسم جديد سوى الأخوين جمال وميمو رمسيس اللذين ظهرا ظهورا عابرا مع نهايات الخمسينيات، أما كل الأسماء اليهودية الأخرى، على كثرتها، فهي من أبناء النصف الأول من القرن العشرين، كما يؤكد الكتاب.

ومن بين المعتقدات الشائعة التي يفندها الكتاب ما شاع في مصر والعالم العربي عن يهودية النجم العالمي عمر الشريف، ويكشف خطأ هذا الاعتقاد ويؤكد أنه كان كاثوليكيا مارونيا، وتحول إلى الإسلام في بدايات الخمسينيات عند اقترانه بالممثلة المعروفة فاتن حمامة، ما أغضب والده وأصابه بمرض السكري.

كما راج في مصر أن الممثلة والراقصة المعروفة كيتي، التي كانت متهمة بالتخابر لمصلحة إسرائيل، كانت يهودية. غير أنها كانت “مسيحية كاثوليكية هاجرت من مصر هجرة طبيعية بعد منتصف الستينيات عائدة إلى بلادها، اليونان، وبقيت بها حتى عام 2000 ” ، وفق ما يؤكد الكتاب نقلا عن الملحق الثقافي اليوناني السابق في القاهرة وصديقتها الممثلة والراقصة الشهيرة نجوى فؤاد.

وحسب الكتاب، فإن عددا كبيرا من الممثلين اليهود حرص على تغيير اسمه. وضرب أمثلة على ذلك :

الممثلة راشيل إبراهام، التي أصبحت راقية إبراهيم

ليليان فيكتور كوهين، التي أصبحت كاميليا

هينريت كوهين التي غيرت اسمها إلى بهيجة المهدي

توجو مزراحي غير اسمه إلى أحمد المشرقي

نظيرة موسى شحادة غيرت اسمها إلى نجوى سالم

ويكشف الكتاب عن أنه من بين كل الممثلين اليهود الذين عرفتهم مصر، لم يهاجر إلى إسرائيل بعد إنشائها سوى ثلاث ممثلات هن سرينا إبراهيم، أخت الممثلة نجمة إبراهيم، وجراسيا قاصين، شقيقة الممثلة صالحة قاصين، والمطربة والممثلة سعاد زكي،

ويقول غريب إن “كلا من نجمة وصالحة تبرأتا من اختيهما وظلتا ترفضان الحديث عنهما بعد هجرتهما من مصر إلى فلسطين، بينما عاشت الثالثة حياة قاسية هناك بعد أن كانت واحدة من ألمع مطربات عصرها فى زمن أم كلثوم.”

ويؤكد الكتاب أن ليلي مراد لم تكن إسرائيلية رغم أن شهادة إشهار إسلامها تشير إلى ذلك بوضوح. وأحد أدلته على ذلك أن الإشهار جاء قبل قيام دولة إسرائيل. ويؤكد غريب أن الفنانة المحبوبة “كانت تتمتع بالجنسية المصرية الكاملة قبل إسلامها بسنوات”.

ويضيف أن “فرعا من أسرة ليلى مراد والذي هاجر إلى إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين أول عام 1949 ظل حتى وفاتها لا يعترف بإسلامها، بل بذل محاولات مضنية للتواصل معها وإقناعها بالهجرة إلى إسرائيل وممارسة الطقوس اليهودية ، لكنهم اعترفوا بأنهم لم يقابلوا سوى بالصد من جانب ليلي التي كانت تعتز بإسلامها ومصريتها”.

وحسب الكتاب، فإن “الأكثر دهشة هو أن أولاد عمومة ليلى مراد المقيمين في إسرائيل لا يعترفون بإسلام ابنيها أشرف وزكي، وينتظرون أيضا عودتهما إلى أرض الميعاد حسب تعبيره، رغم أن كلا من أشرف أباظة وزكي فطين عبد الوهاب من أبوين مسلمين”.

وفي السياق نفسه، يبرهن غريب على أن منير مراد لم يتحول إلى الإسلام من أجل الزواج بالفنانة سهير البابلي.

كما أنه لم يرتد عن الإسلام قبل وفاته في باريس في أكتوبر/تشرين الأول عام 1981 حسبما أشيع.

ويكشف للمرة الأولى عن أن منير مراد قد دفن بجوار رفيق نجاحه المطرب الراحل عبد الحليم حافظ في مقبرته الخاصة موضحا الأسباب التى دفعت أسرته لاتخاذ مثل هذا القرار.

ويبحث الكتاب الروايات الشائعة بشأن اضطهاد” حكومة الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر للممثلين اليهود. ويضرب مثالا بما تردد عن دور حكومة ثورة 23 يوليو /تموز 1952 في الترويج لشكل العلاقة بين فاروق، ملك مصر السابق، والفنانة اليهودية كاميليا التي كادت تنتهي بالزواج رغم رفض حكومة الملك.

ويثبت الكتاب أن العلاقة كانت قائمة بالفعل ولم تؤد حكومة الثورة أي دور في استغلال العلاقة لتشويه الملك وإثبات أنه كان فاسدا، ما كان يستوجب الثورة عليه. كما يبرهن الكتاب بدليل آخر وهو استمرار اثنتين من الممثلات اليهوديات في نشاطهما الفني حتى نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي “من دون أية مضايقات من جانب الحكومة المصرية.”

وحتى عام 2015، ظلت الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن أن النجمة اليهودية الشهيرة نجوى سالم لم تعتنق الإسلام بل ماتت يهودية وأنها كانت تميل إلى إسرائيل. غير أن الكتاب يسرد “أدلة عدة” على أنها “ماتت مسلمة، ولم يمنعها أصلها اليهودي من أن تؤدي دورا وطنيا نالت عنه احتراما وتقديرا، شمل تكريما من الرئيس المصري الراحل أنور السادات بسبب تشجيعها بأشكال مختلفة للجيش المصري بعد حرب أكتوبر عام 1973″.