الرؤية المصرية:- في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الطبية، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النساء الحوامل من استخدام مسكن الألم الشائع "تايلينول" (الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين)، مشيراً إلى ارتباط محتمل بزيادة خطر الإصابة بالتوحد لدى الأطفال.
جاء ذلك خلال فعالية في البيت الأبيض مخصصة لمناقشة أزمة التوحد، حيث أكد ترامب أن الدواء "غير مفيد" إلا في حالات الحمى الشديدة، داعياً النساء إلى "التحمل" قدر الإمكان.
اقرأ ايضأ:-
وفي السياق نفسه، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) موافقتها على استخدام حمض الفولينيك (ليوكوفورين) كعلاج مساعد لبعض أشكال التوحد الناتجة عن نقص في حمض الفوليك بالدماغ، مع الإشارة إلى أن هذا الدواء يحسن القدرات اللغوية لدى ثلثي الأطفال المصابين، لكنه لا يشفي المرض بشكل كامل.
أدلى مفوض FDA الدكتور مارتي ماكاري بتصريحات مشابهة، مشيراً إلى أن الانتشار المتزايد للتوحد يرتبط جزئياً باستخدام "تايلينول" أثناء الحمل، مما يعزز اضطرابات مثل فرط الحركة ونقص الانتباه.
ومع ذلك، أكدت منظمات طبية رئيسية مثل جمعية الطب النسائي والجنيني أن عدم علاج الحمى أثناء الحمل يحمل مخاطر جسيمة مثل الإجهاض أو العيوب الخلقية، معتبرة أن الأدلة العلمية حول الارتباط بالتوحد غير قاطعة وتستند إلى دراسات متضاربة.
دراسة سويدية حديثة شملت 2.4 مليون طفل أكدت عدم وجود صلة مباشرة بين الدواء والتوحد، مما يعكس الانقسام في المجتمع العلمي.
من جانب آخر، اقترح ترامب تغييرات جذرية في جدول التطعيمات الروتينية للأطفال، معتبراً أن تطعيم الرضع ضد التهاب الكبد الوبائي "ب" فور الولادة غير مبرر، لأن الفيروس ينتقل عادة عبر الاتصال الجنسي.
ودعا إلى تأجيل اللقاح حتى سن الثانية عشرة، مخالفاً التوصيات الطبية الدولية التي تؤكد أهمية التطعيم المبكر لمنع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل أثناء الولادة، حيث يصل خطر الإصابة المزمنة إلى 90% لدى الرضع المصابين. وأشارت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية (CDC) إلى انخفاض حالات الإصابة بنسبة 99% بين الأطفال بعد اعتماد التطعيم الشامل في 1991.
يأتي هذا الجدل في ظل ارتفاع معدلات التوحد في الولايات المتحدة، حيث يؤكد الخبراء أن الأسباب متعددة وتشمل عوامل جينية وبيئية، مع الحاجة إلى مزيد من البحوث لتوضيح الروابط المحتملة. ومع أن خطوة FDA بتوسيع استخدام "ليوكوفورين" تبشر بتقدم في العلاج، إلا أنها تظل محدودة بفئة معينة من المرضى، مما يدفع لتعزيز الجهود العالمية لفهم هذا الاضطراب وتطوير حلول أكثر شمولاً.