شرم الشيخ: مصر وأمريكا يرسمان خريطة السلام في غزة

#قمة_شرم_الشيخ #سلام_غزة #دبلوماسية_مصرية

شرم الشيخ: مصر وأمريكا يرسمان خريطة السلام في غزة

الرؤية المصرية: أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمس الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، ليؤكدا التزام البلدين بإنهاء الحرب في غزة عبر تنفيذ المرحلة الأولى من خطة السلام الأمريكية، مع ترتيبات نهائية لقمة شرم الشيخ التي ستشهد توقيع الاتفاق الشامل برئاسة الرئيسين عبد الفتاح السيسي ودونالد ترامب، وسط آمال بوقف إطلاق النار الدائم وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع بعد عامين من الدمار الذي أودى بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني.

يأتي هذا الاتصال في لحظة حاسمة، بعد يومين فقط من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الأولي في شرم الشيخ، حيث أشرف السيسي على جلسات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة قطرية وأمريكية، أسفرت عن إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل إفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، وفتح ممرات إنسانية غير مشروطة عبر الأمم المتحدة.

اقرأ ايضأ:-

وفقاً لتصريحات السفير تميم خلاف، المتحدث باسم الخارجية المصرية، ركز الحوار على التطورات الإيجابية في القضية الفلسطينية، مشيداً بالتنسيق الاستراتيجي بين السيسي وترامب الذي مهد لـ"اتفاق تاريخي" يعيد رسم المشهد الإقليمي.

في تفاصيل الاتصال، أشاد روبيو بـ"الدور الريادي" لمصر في القمة، واصفاً إياها بـ"حدث فريد يجسد الشراكة الحقيقية"، وأكد دعم واشنطن لتنفيذ الاتفاق على الأرض، بما في ذلك سحب القوات الإسرائيلية من 70% من غزة في المرحلة الأولى، وإدخال مئات الشاحنات اليومية من المساعدات الإنسانية، كما أفادت بيانات وزارة الخارجية الأمريكية.

ومن جانبه، شدد عبد العاطي على تقدير السيسي لخطة ترامب، التي يراها "بذرة أمل" للشعب الفلسطيني، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالمراحل اللاحقة لضمان عدم عودة التصعيد، مشدداً على أن "الحل السلمي هو الطريق الوحيد للاستقرار". 

تأتي قمة شرم الشيخ، المقررة في الأيام المقبلة، كذروة لجهود دبلوماسية مكثفة بدأت في الدوحة وانتقلت إلى "مدينة السلام" المصرية، حيث شارك مبعوثون أمريكيون مثل جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، إلى جانب رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن، في مناقشة خرائط الانسحاب وآليات الأمن المشترك.

 وأوضح عبد العاطي في مؤتمر صحفي سابق، أن الترتيبات تشمل مشاركة دولية واسعة من أوروبا والعرب، مع التركيز على إعادة الإعمار ووحدة الضفة الغربية مع غزة تحت إطار "حل الدولتين".

 هذا الاتفاق، الذي أعلن ترامب عن "توقيعه الوشيك"، يعكس رفض الدول العربية لأي خطط تهجير، كما نقلت رويترز عن عبد العاطي في فبراير الماضي، معتمداً على ضمانات أمريكية لمنع حكم حماس مستقبلاً.

من بين التحديات، يبرز الجدل حول إدارة غزة ما بعد الحرب، حيث يطالب الفلسطينيون بسيادة كاملة، بينما تؤكد إسرائيل على آليات أمنية صارمة.

ومع ذلك، أكد روبيو في مقابلة مع "إن بي سي" أن "التقدم اللوجستي سريع"، مشيراً إلى وصول قوات أمريكية إلى إسرائيل لمراقبة التنفيذ، كما أفادت أيه بي سي نيوز. أما في غزة، حيث عاد آلاف النازحين إلى ديارهم المحطمة، فإن الاحتفاء يخالط القلق من استدامة الهدنة، وسط تقارير عن إعداد مؤتمر دولي للإعمار بقيادة مصرية. 

يُعد هذا الاتفاق، الذي يغلق فصل الحرب بعد خسائر بشرية هائلة، خطوة نحو إقليم يسوده السلام، لكنه يتطلب إرادة سياسية قوية لتحقيق حل الدولتين. هل ستصبح شرم الشيخ نقطة تحول دائمة، أم مجرد فصل انتقالي في سيرورة الصراع؟