الرؤية المصرية:بدأت إسرائيل نقل مئات الأسرى الفلسطينيين إلى سجون مخصصة تمهيداً لإطلاق سراحهم ضمن صفقة تبادل مرتقبة مع حماس، تشمل إفراجاً عن نحو 250 أسيراً محكوماً بالمؤبد و1700 من غزة، مقابل عودة جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء يوم الإثنين المقبل، وفقاً لتصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن عن زيارته المرتقبة لإسرائيل ومصر.
هذه الخطوة، التي أشرف عليها ضباط السجون ووحدة "ناحشون"، تُعدّ أكبر خطوة نحو وقف إطلاق النار في غزة منذ بدء الحرب قبل عامين، وسط احتفاء فلسطينيين وعودة آلاف النازحين إلى ديارهم المدمرة.
اقرأ ايضأ:-
أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن عمليات النقل شملت خمسة سجون رئيسية، مع تنظيم مسارات الترحيل حسب الوجهة المتوقعة: إلى قطاع غزة أو الضفة الغربية أو دول خارجية مثل تركيا وقطر. ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، سينقل الأسرى في سجن "كتسيعوت" إلى غزة أو الخارج، بينما يُفرج عن من في سجن "عوفر" داخل الضفة، مما يعكس تخطيطاً دقيقاً لتجنب الاحتكاكات أثناء التنفيذ.
في سياق التبادل، نقل موقع "الترا فلسطين" عن مصادر فلسطينية أن العملية ستجرى صباح الإثنين دون مراسم رسمية، بتنسيق بين المقاومة والصليب الأحمر، حيث يُجمع 20 أسيراً في منطقة واحدة داخل وخارج الخط الأخضر، مع ابتعاد قوات الاحتلال عن الموقع المحدد.
هذا التنسيق يأتي بعد موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على المرحلة الأولى من الصفقة، التي تشمل سحب جزئي للقوات الإسرائيلية من 70% من غزة، وسط تدفق متوقع لمئات شاحنات المساعدات الإنسانية يومياً، كما أكدت منظمات مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأطباء بلا حدود.
أما الجانب الإسرائيلي، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن "الاستعداد لاستقبال" الأسرى، مع تعزيز الدفاعات ونشر قوات أمريكية لدعم التنفيذ، وفقاً لمصادر أمريكية. وفي تصريح لـ"نيويورك تايمز"، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الصفقة "ستُنهي المرحلة الأولى من الحرب"، مشدداً على أنها لا تشمل نزع سلاح حماس، مما أثار انتقادات من اليمين المتطرف داخل الحكومة، حيث حذر إيتمار بن غفير من انهيار الائتلاف إذا لم يُفكك حكم حماس.
من جانب آخر، أثار إعلان ترامب عن الصفقة احتفاءً في تل أبيب وخان يونس، حيث خرج آلاف الفلسطينيين لعودة النازحين شمالاً عبر طريق الرشيد، وسط مخاوف من عودة التصعيد إذا فشلت المراحل اللاحقة. وفي تصريح لـ"رويترز"، أكد مسؤول في حماس خاليل الحية أن "الحرب انتهت كلياً" بضمانات أمريكية، مشيراً إلى إعادة إعمار غزة كجزء من الاتفاق الشامل.
مع اقتراب ساعات التبادل، تبرز الصفقة كفرصة لتهدئة التوترات الإقليمية، لكنها تثير تساؤلات حول استدامتها وسط الخسائر الفادحة: أكثر من 67 ألف فلسطيني قتيل، و1200 إسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر 2023. هل ستكون هذه البداية لسلام دائم، أم مجرد هدنة مؤقتة في دوامة الصراع؟