الرؤية المصرية:- أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الأحد، رفض تل أبيب القاطع لأي إمكانية قيام دولة فلسطينية، في تصريح جاء عشية تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار أمريكي يدعم خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام في غزة، محذراً من أن غزة ستُنزع سلاحها "حتى النفق الأخير"، بينما سيبقى الجيش الإسرائيلي في قمة جبل الشيخ والمنطقة الأمنية مع سوريا، مما يعمق التوترات الإقليمية.
في تغريدة على منصة إكس، أوضح كاتس أن "سياسة إسرائيل واضحة: لن تكون هناك دولة فلسطينية"، ردًا على التعديلات الأخيرة في المسودة الأمريكية التي أشرت لأول مرة إلى "مسار نحو الدولة الفلسطينية" بعد إصلاحات السلطة الفلسطينية، وفقًا لتقارير من i24NEWS وهاارتس.
وأضاف أن غزة "ستُنزع سلاحها بالكامل، وستُفرض نزع سلاح حماس في المنطقة الصفراء بالجيش الإسرائيلي، وفي غزة القديمة إما بقوة دولية أو بالجيش نفسه"، مشددًا على أن هذا النهج يضمن الديميليتارية الكاملة للقطاع.
يأتي التصريح في سياق الضغط الدولي المتزايد، حيث دعت الولايات المتحدة وقطر ومصر والإمارات والسعودية وإندونيسيا وباكستان والأردن وتركيا، في بيان مشترك يوم الجمعة، إلى "الإسراع" في تبني المشروع الأمريكي الذي يفوض تشكيل "قوة استقرار دولية" لمدة عامين حتى نهاية 2027، برئاسة "مجلس السلام" الذي يترأسه ترامب، لإدارة الإعمار والأمن في غزة، مع تدريب شرطة فلسطينية وتأمين الممرات الإنسانية بالتنسيق مع إسرائيل ومصر، كما نقلت نيويورك تايمز وأكسيوس.
ومع ذلك، يواجه المشروع معارضة روسية صينية، حيث قدمت موسكو مسودة مضادة تؤكد على الدولة الفلسطينية ووحدة الضفة وغزة، محذرة من "عواقب وخيمة" على الفلسطينيين إذا لم يُتبنى الخطة الأمريكية سريعًا.
أما في الجبهة السورية، فلفت كاتس إلى اتصالات أمنية جارية مع دمشق بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، مؤكدًا أن "الجيش الإسرائيلي سيبقى في قمة جبل الشيخ والمنطقة الأمنية"، ردًا على مطالب سورية بالانسحاب الكامل، كما أفادت تايمز أوف إسرائيل وغارديان.
هذا الإعلان يعكس استراتيجية إسرائيلية لتقسيم جنوب سوريا إلى مناطق أمنية (أ، ب، ج) مشابهة لاتفاقية كامب ديفيد، مع السيطرة على منطقة عازلة تبلغ 400 كيلومتر مربع، لمنع تهديدات من الجهاديين وإيران، وسط مخاوف دولية من "الاحتلال الدائم" للجولان.
مع اقتراب التصويت غدًا في مجلس الأمن، يثير موقف كاتس تساؤلات حول إمكانية الوصول إلى إجماع، خاصة مع رفض إسرائيل لأي دور للسلطة الفلسطينية في غزة قبل إصلاحات جذرية، ودعمها لخطة ترامب التي تركز على الديميليتارية والإعمار دون ذكر صريح للدولة الفلسطينية في النسخ الأولى.
خبراء مثل آدم راسغون من نيويورك تايمز يرون أن هذا الرفض يعرقل الجهود الدبلوماسية، بينما يحذر آخرون من أنه قد يؤدي إلى "عواقب إنسانية وخيمة" في غزة، حيث قُتل أكثر من 69 ألف فلسطيني منذ أكتوبر 2023. هل سيكون هذا التصريح عائقًا أمام السلام، أم مجرد تأكيد للردع الإسرائيلي أمام التحديات الإقليمية المتعددة؟
الرؤية المصرية- عوض سلام:- في ظل التصعيد الإسرائيلي، يبرز موقف كاتس كتحدٍ مباشر للجهود المصرية في دعم خطة ترامب، التي تركز على الاستقرار في غزة بالتنسيق مع القاهرة لتأمين الحدود وتدفق المساعدات، محافظًا على أمن قناة السويس والتوازن الإقليمي.
هذا الرفض للدولة الفلسطينية يعزز الحاجة إلى دور مصري أكبر في مجلس الأمن لضمان حلول عادلة، تحول التوترات السورية والغزاوية إلى فرص لتعزيز السلام الشامل، يحمي الجبهة الشرقية ويضمن الاستقرار الاقتصادي لمصر أمام أي تداعيات أمنية محتملة.
من خلال هذه الدبلوماسية، تثبت مصر التزامها بقضية فلسطين كجسر للأمن القومي، بعيدًا عن التصعيد الذي قد يهدد المنطقة بأكملها.