الرؤية المصرية:- انتقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في كلمة نارية أمام مؤتمر دولي بعنوان "القانون الدولي تحت الهجوم والعدوان والدفاع"، تحويل الولايات المتحدة شعار "السلام بالقوة" الذي رفعته إدارة دونالد ترامب إلى غطاء لهيمنة علنية تعتمد على الاستخدام الصريح للقوة العسكرية، محذراً من أن هذا النهج يهدد أسس النظام العالمي ويزيد من الفوضى الدولية، في دعوة صريحة للعودة إلى الدبلوماسية والحوار كسبيل وحيد للسلام.
في المؤتمر الذي عقد في طهران، أكد عراقجي أن مبدأ "السلام بالقوة" الذي أعلنه ترامب عند دخوله البيت الأبيض سرعان ما كشف عن وجهه الحقيقي كإطار لإجراءات قسرية وهيمنة، حيث تحولت عقيدة السلام إلى نظام قائم على القوة بدلاً من القانون، مع انتهاكات صارخة لمبادئ الأمم المتحدة.
"الولايات المتحدة وحلفاؤها يفرضون نظاماً دولياً يعتمد على الاستعلاء العسكري، مما يشرعن العنف والحروب كأدوات سياسية"، قال الوزير، مشيراً إلى أن التصعيد العسكري العالمي والتسلح المفرط يحمل مخاطر كبيرة تهدد الأمن العالمي، خاصة مع انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق النووي عام 2018 رغم التزام إيران بمسؤولياتها.
على صعيد التوترات الإقليمية، دافع عراقجي عن رد إيران على "العدوان الإسرائيلي" كدفاع مشروع وفق القانون الدولي الإنساني، معتبراً الهجوم الإسرائيلي انتهاكاً صارخاً لحقوق طهران السيادية.
ومع ذلك، شدد على التزام إيران بالاتفاقات الدولية النووية، محذراً من أن الهجمات على القانون الدولي تأتي من قوى تسعى لإعادة صياغة النظام العالمي لصالحها.
خبراء في العلاقات الدولية، مثل الدكتور حسين موسويان من جامعة برينستون، يرون في كلمة عراقجي "رداً استراتيجياً على سياسات الضغط الأقصى الأمريكية"، التي أدت إلى عزلة واشنطن في مجلس الأمن، بينما يدعو آخرون إلى حوار شامل لتجنب سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.
من جانب آخر، أكد الوزير الإيراني أن طهران تسعى لتعزيز أمن المنطقة عبر علاقات ثقة متبادلة وتعاون إقليمي، محثاً المجتمع الدولي على الوقوف مع القانون والعدل بدلاً من الهيمنة.
هذا الخطاب يأتي وسط تصعيد أمريكي إسرائيلي، حيث أعلنت واشنطن مؤخراً عن عقوبات جديدة على برنامج الصواريخ الإيراني، مما أثار ردود فعل دولية متباينة، مع دعوات أوروبية للعودة إلى الدبلوماسية.
على وسائل التواصل، انتشرت مقتطفات من الكلمة بآلاف المشاركات، حيث يرى إيرانيون فيها "دفاعاً عن السيادة"، بينما ينتقد منتقدون "التركيز على الولايات المتحدة دون الإشارة إلى دعم إيران لجماعات مسلحة".
مع استمرار التوترات، يبرز موقف عراقجي كدعوة لنظام دولي شمولي قائم على الحوار، لكن نجاحه يعتمد على استجابة دولية. هل ستكون هذه الكلمة نقطة تحول نحو السلام، أم مجرد فصل آخر في صراع الهيمنة والمقاومة؟