حماس تعود أقوى من الرماد: «نيويورك تايمز» تكشف عودة السيطرة الكاملة على شوارع غزة بعد شهرين فقط من الانسحاب الإسرائيلي

#غزة #حماس_تعود #نيويورك_تايمز #المقاومة_الفلسطينية #انسحاب_إسرائيل

حماس تعود أقوى من الرماد: «نيويورك تايمز» تكشف عودة السيطرة الكاملة على شوارع غزة بعد شهرين فقط من الانسحاب الإسرائيلي

الرؤية المصرية:- غزة - في تطور يُنذر بعودة التوتر إلى أعلى مستوياته، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين كبار ومصادر استخباراتية عربية أن حركة «حماس» نجحت خلال أقل من شهرين في استعادة سيطرتها الفعلية على معظم أنحاء قطاع غزة، بعد الانسحاب الإسرائيلي الجزئي في أكتوبر الماضي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

عناصر شرطة «حماس» عادوا إلى الشوارع، وأقامنوا نقاط تفتيش، وفرضوا رسوماً على البضائع المستوردة، وأعدموا علناً من يصفونهم بـ«الخونة والمتعاملين»، فيما لا يزال أكثر من نصف شبكة الأنفاق تحت الأرض سليماً، و20 ألف مقاتل من كتائب القسام ما زالوا في الميدان، وفق تقديرات إسرائيلية رسمية.

شالوم بن حنان، المسؤول الرفيع السابق في جهاز «الشاباك»، قال للصحيفة الأمريكية بصراحة: «تلقت حماس ضربة قاسية جداً، لكنها لم تُهزم.. إنها لا تزال قائمة، وتستبدل قادتها المغتالين بسرعة مذهلة». وأضاف العميد الإسرائيلي المتقاعد إيريز وينر: «إذا تركنا حماس تسيطر على أجزاء من غزة، فسوف تعيد بناء قدراتها.. قد تأتي المعركة القادمة بعد 10 أو 20 عاماً، لكنها قد تكون أسوأ بكثير من 7 أكتوبر».

التقرير الأمريكي أشار إلى أن «حماس» تمكنت من ملء الفراغ الأمني فوراً، حيث عادت شرطتها لحماية شاحنات المساعدات من النهب، ومنعت السرقات من المنازل المهجورة، وأعادت تشغيل الأجهزة الحكومية المركزية، بما في ذلك الأجهزة الأمنية.

 رجال أعمال غزيون أكدوا لـ«نيويورك تايمز» أن مسؤولي الحركة يفرضون رسوماً مرتفعة على السلع الفاخرة المستوردة، بينما نفى إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، جمع أي ضرائب رسمية.

بالتوازي، لا يزال مقاتلو «حماس» يحتفظون بآلاف البنادق الآلية وقذائف الـRPG والهاون، رغم استنزفت ترسانة الصواريخ طويلة المدى بشكل كبير، لكن الأنفاق المتبقية تمنحهم قدرة هائلة على الاختباء وتخزين السلاح وإعادة التنظيم.

وسام عفيفة، المحلل الفلسطيني والمدير التنفيذي السابق لقناة الأقصى التابعة لحماس، علّق بأن التخلي عن السلاح بالنسبة لحماس يعنصر أساسي من هويتها: «السلاح بالنسبة لهم ليس مجرد أداة، بل رمز للمقاومة والدفاع عن النفس». 

مع استمرار حماس في السيطرة الميدانية على أكثر من نصف القطاع، ومع فشل كل المحاولات الدولية حتى الآن في إيجاد بديل حكمي مقبول، يبقى السؤال المقلق لإسرائيل والمجتمع الدولي: هل انتهت جولة القتال فعلاً، أم أن غزة تتجهز بهدوء لجولة أعنف قادمة؟