من المزة إلى الأمويين: أحمد الشرع يقود عرضاً عسكرياً يعيد إحياء ذكرى التحرير وسط هتافات السوريين المهيبة

#عيد_التحرير #سوريا_الجديدة #أحمد_الشرع #ثورة_سوريا #نصر_الشعب

من المزة إلى الأمويين: أحمد الشرع يقود عرضاً عسكرياً يعيد إحياء ذكرى التحرير وسط هتافات السوريين المهيبة

الرؤية المصرية- دمشق - في لحظة تاريخية تجسد قوة الإرادة السورية، شهدت عاصمة دمشق اليوم الاثنين عرضاً عسكرياً مهيباً بمناسبة الذكرى الأولى لـ"يوم التحرير"، حيث قاد الرئيس أحمد الشرع، مرتدياً زيه العسكري الذي حمل فيه راية النصر العام الماضي، مسيرة انطلقت من أوتستراد المزة إلى ساحة الأمويين ثم ساحة الجمارك، وسط تحليق مروحي يعلو في سماء الشام. احتشد آلاف المواطنين رافعين الأعلام السورية الجديدة، مرددين هتافات الفرح بانتصار الثورة التي أنهت عقوداً من الاستبداد، مما يعكس تحولاً عميقاً في روح الشعب نحو الأمل والوحدة. 

 الرئيس الشرع، الذي كان قائداً لـ"إدارة العمليات العسكريّة" التي اقتحمت دمشق في 8 ديسمبر 2024، أدّى صلاة الفجر في جامع الأموي قبل شروق الشمس، مرتدياً الزي نفسه الذي ارتداه خلال الهجوم الخاطف الذي أجبر بشار الأسد على الفرار إلى روسيا. "أيّها السوريون، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فوالله لن يقف في وجهنا أي أحد مهما كبر أو عظم، ولن تقف في وجهنا العقبات، وسنواجه جميعاً كل التحديات بإذن الله"، قال الشرع في خطاب قصير ألقاه أمام الجموع، وفقاً لتقارير وكالة الأنباء السورية (سانا). هذه الكلمات، التي ترددت في وسائل التواصل الاجتماعي، أشعلت حماسة الحاضرين، الذين رأوا فيها تأكيداً على الالتزام بالعدالة والاستقرار.

بدأ العرض العسكري، الذي نظمته وزارة الدفاع، بتشكيلات من الجيش السوري الجديد تحمل صواريخ ودبابات ثقيلة، مروراً عبر الشوارع الرئيسية حيث تجمعت العائلات والشباب ليشهدوا مسيرة تجمع بين الرمزية والقوة.

في ساحة الأمويين، التي امتلأت بألوان العلم الثلاثي، ارتفع صوت الأغاني الثورية مثل "ارفع رأسك أنت سوريا الحرة"، بينما حلّقت مروحيات فوق الرؤوس، ترسم لوحة من السيطرة والأمان. كما شهدت المنطقة عروضاً لباراجليدينغ مزيّنة بأعلام سورية، تضيف لمسة من الإبداع إلى الاحتفال الرسمي، كما وثّقتها وسائل إعلام دولية مثل "نيويورك تايمز" و"الجزيرة". 

يأتي هذا الاحتفال بعد عام من الهجوم السريع الذي قادته قوات المعارضة في أواخر نوفمبر 2024، والذي أنهى أكثر من 13 عاماً من النزاع الذي أودى بحياة نصف مليون شخص وشرد ملايين آخرين، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة. في أكتوبر الماضي، أصدر الشرع مرسوماً رئاسياً يحدد 8 ديسمبر كعطلة رسمية سنوية، ليصبح اليوم رمزاً للنصر والتجدّد.

ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر أمام سوريا الجديدة هو إعادة الإعمار وسط التحديات الاقتصادية والأمنية، حيث دعا الشرع في منتدى قطري سابق إلى "أفضل أوقات سوريا" رغم العنف المستمر، مشدّداً على محاسبة الانتهاكات السابقة. 

على هامش العرض، أعربت صرخات السوريين عن مزيج من الغبطة والتفاؤل، كما روت مواطنة من حلب تدعى محمد كرم حمامي لصحيفة "إنديان إكسبريس": "بدأنا نحب البلد، لم نكن نحبه سابقاً؛ كنا نحاول الهرب منه". في الوقت نفسه، امتدت الاحتفالات إلى مدن أخرى مثل إدلب ودرعا وحماة، حيث أقيمت عروض عسكرية محلية تعكس الانتشار الوطني للفرحة، مع مشاركة آلاف المدنيين في مسيرات شعبية. 

هذا العرض ليس مجرّد تذكّر للنصر، بل إعلان عن مرحلة جديدة تبني فيها سوريا نفسها من رماد الحرب. مع تصريحات الشرع عن توحيد الجهود لبناء "سوريا قوية وعادلة"، يتساءل الكثيرون: هل يمثل هذا اليوم بداية عصر يجمع السوريين تحت راية السلام الدائم، أم مجرّد خطوة في طريق طويل نحو الشفاء الجماعي؟