بقصورها الصحراوية وأشعارها وأزيائها...مدنين حاضرة في مدينة الثقافة بالعاصمة التونسية

تونس العاصمة/ متابعات/ تحول قطب الأقطاب في مدينة الثقافة وسط العاصمة التونسية إلى مدنين مصغرة، عبر عدد من المجسمات التي تختصر ما يميز الولاية من القصور إلى المركب البحري، كل هذا كان حاضرا في أجواء احتفالية بهذه الولاية الجنوبية ضمن تظاهرة "أيام الجهات/ مدن الفنون في مدينة الثقافة".

وبحضور الدكتور "محمد زين العابدين" وزير الشؤون الثقافية، ومع الموسيقى الشعبية، والشعر الشعبي والأزياء التقليدية استوقفت زوار المدينة أمام مدخلها الرئيسي  عروض استعراضية وألوان حية تنعش القلب والعين، وغناء بدوي يهتز له الإحساس.

وفي المدخل الثاني للمدينة قدمت فرقة أولاد الجويني فقرة امتزجت فيها الموسيقى التونسية بالغربية، رقص على إيقاعاتها الجمهور.

وداخل المدينة، معارض متنوعة لإصدارات أبناء مدنين، وملصقات لدور الثقافة فيها ومكتباتها العمومية ومعارض أخرى في الفنون التشكيلية الخزف، الفنون الحرفية من الجلد والحلفاء والمستخرجات الطبيعية والأعشاب كالعسل وزيت الزيتون والتوابل وغيرها إضافة إلى ورشات حية في الخط العربي والفن التشكيلي.

توسط البهو الرئيسي لمدينة الثقافة مأكولات كالكسكسي وعيش ومورقة وغيرها من الأكلات الشعبية التي تتميز بها ولاية مدنين وفي ساحة المسارح استمتع جمهور مدينة الثقافة مع فرقة أولاد زغدود للفنون الشعبية التي عزف عناصرها ورقصوا على صوت الإيقاع من الطبلة إلى الدربوكة فالبندير والزكرة ممزوجة بالآلات العصرية.

كما قدم شباب مدنين فقرات كوريغرافية شارك فيها جمهور المدينة وفي مسارح المدينة تم تقديم عدد من العروض الموسيقية والمسرحية التي نشطها "مكي هلال" وهو ابن "بن قردان" واحدة من مناطق الولاية التي شاركت في صنع تاريخ تونس ما بعد الثورة في مسرح المبدعين الشبان، كان الموعد مع مسرحية "ثورة الرضع" لمركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين إخراج "خالد اللملومي" الذي صاغ عمله انطلاقا من حالة الانتقال العسير الذي تعيشه البلاد على جميع المستويات وهو ما جعل الإنسان يعيش حالة صراع نفسية واجتماعية واقتصادية "ثورة الرضع" تمثيل حمزة خلف الله وحمزة بن عون، تكشف عن عديد الأحداث المأساوية التي تنقلب بشكل جنوني إلى ملهاة وسخرية.

رهان المخرج فيها استغناؤه بالكامل عن الحوار المنطوق وفي مسرح الجهات كان الموعد مع الموسيقى الشعبية من خلال عرض "أصوات وإيقاعات" في فقرتين اثنتين الأولى قيادة "زياد منيفي" امتزج فيها الشعر الشعبي بالموسيقى الشعبية والأصوات النسائية التي تشدو بأعذب الأغاني التراثية. أما الفقرة الثانية فكانت بعرض "بمبر" مع فرقة "فنون الجزيرة" بمشاركة الفنان "الحبيب الجبالي" المعروف بقوة صوته إضافة إلى ابنه "الحبيب جونيور"...

ومع كليهما كانت الأجواء احتفالية صاخبة مع التراث الجربي من "عيني رات خيال"، إلى "ع الشط والنسمة تهبل" إضافة إلى عدد من المواويل التي تجاوب معها الجمهور بشكل استثنائي.