القيروان، المحطة الثانية لبرنامج وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمعهد الوطني للتراث – الجزء الثاني- فسقية الأغالبة

تونس/ القيروان/ عوض سلام/ ضمن الزيارة الثانية التي تندرج ضمن برنامج الزيارات المتوالية لممثلين عن وسائل الإعلام التونسية والدولية المعتمدة بتونس، التي نظمتها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، يوم 21 أبريل 2018، بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث، وتحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، إلى مدينة القيروان، تمت زيارة فسقية الأغالبة.

واشتملت الزيارة 4 مواقع أثرية هامة هي فسقية الأغالبة، جامع عقبة بن نافع، مقام أبوزمعة البلوي، المتحف الوطني للحضارة والفنون الإسلامية.

القيروان- فسقية الأغالبة
القيروان- فسقية الأغالبة، تصوير/ عوض سلام، في 22 أبريل 2018

وكان الباحث في المعهد الوطني للتراث، والمتفقد الجهوي بالقيروان، د. جهاد الصويد، هو المرشد السياحي للوفد الإعلامي.

وتندرج تلك الزيارات ضمن الإتفاقية المبرمة بين وزارة الشؤون الثقافية في تونس، والنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين.

وكانت الزيارة الأولى إلى منطقة قرطاج الأثرية.

فسقية الأغالبة هي معلم تاريخي تونسي، يقع في مدينة القيروان.

تم بناء هذه الفسقية في النصف الثاني من القرن التاسع خارج أسوار المدينة العتيقة في القيروان من قبل الأغالبة.

تعتبر هذه الفسقية أهم معلم هيدروليكي في تاريخ العالم الإسلامي

تم تشييد فسقية الأغالبة بين 860 و862 تحت حكم الأغالبة وتحديدا أبو إبراهيم بن الأغلب بهدف بناء عدة أبار مياه لتزويد القيروان بالماء.

حجم وبراعة هذه الفسقية أدى إلى تسمية المسافرين الذين يزورون القيروان بمدينة الخزانات أو الفسقيات.

في الأصل يتم تعبية هذه الفسقية من مياه الأمطار التي تصب في رافد نهري يصل إلى وادي مرق الليل عبر سدود صغيرة.

في سنة 961، شيد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله مجرى مائي مرفوع يجلب المياه من منبع شريشيرة الذي يبعد 40 كم عن مدينة القيروان.

********

المبدأ العام للفسقية يقوم على فسقية صغرى التي تتلقى كميات الماء، ثم تتم عملية التصفية،ثم تمر إلى فسقية أخرى، وتقوم بمرحلة ثانية من التصفية، قبل ان تتم عملية توجيه الماء إلى الصهاريج.

الفسقية الأولى التي يتم الماء فيها، قطرها 17 مترا، الفسقية الثانية قطرها حوالي ١٢٨ مترا، لذلك فهي أبرز وأكبر المنشئات المائية في العالم الإسلامي.

الحوض الأول يجمع حوالي 4 آلاف متر مكعب من الماء، والحوض الثاني يجمع حوالي 57 ألف متر مكعب من الماء، وكل صهريج يجمع حوالي ألف متر مكعب من الماء، أي أن حوالي 60 ألف متر مكعب من الماء يتم تجميعها في هذا الخزان.

هذه الفسقية عمرها أكثر من 1000 سنة، ومازالت قيد الاستخدام، وهي أحد مآثر الدولة الأغلبية

مكان الفسقية تطور خلال الفترة الحفصية، وتم إنشاء ما يعرف بالحقبية، وهي مجموعة من المدافن لأبرز فقهاء مدينة القيروان، خلال القرن الثامن الهجري، وهم المختصين في التاريخ ، الشيخ العبيدلي أحمد أهم شيوخ القيروان وتونس، وضريح الشيخ إبن ناجي، وسيدي الهماني وسيدي غيث الحكيمي.

هذا الفضاء، الذي يسميه المختصون بفضاء البرك، يحتوي أيضا أبرز الأضرحة لأشهر فقهاء تونس والقيروان.