تونس- جمعية إبصار...اتفاقية مراكش: نحو تمكين ذوي الإعاقة البصرية بحق النفاذ إلى المعرفة

تونس- جمعية إبصار...اتفاقية مراكش: نحو تمكين ذوي الإعاقة البصرية بحق النفاذ إلى المعرفة

الرؤية المصرية/ تونس/ الحمامات/ كتب: عوض سلام/ في خطوة تهدف إلى تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، نظّمت جمعية "إبصار" الملتقى الدولي الأول للكتاب الميسر في تونس يوم 17 مايو 2025 بمدينة الحمامات، للمطالبة بتفعيل اتفاقية مراكش التي اعتُمدت عام 2013.

هذه الاتفاقية، التي صادقت عليها تونس عام 2016، تهدف إلى تيسير نفاذ الأشخاص المكفوفين أو ذوي صعوبات القراءة إلى المصنفات المنشورة من خلال توفير كتب صوتية، ونسخ بطريقة برايل، وكتب بخط مضخم.

واقع التحدي: غياب النصوص الترتيبية 

أكد محمد المنصوري، رئيس جمعية إبصار، أن تونس، رغم تصديقها على الاتفاقية، لم تُصدر النصوص الترتيبية اللازمة لتفعيلها.

وأشار إلى أن نسبة توفر الكتب الميسرة في المكتبات العمومية وفضاءات التعلم لا تتجاوز الصفر تقريبًا، مما يحرم هذه الفئة من حقها الأساسي في المعرفة. 

وأضاف أن الجمعية تعتزم التوجه إلى مجلس النواب للمطالبة بإصدار هذه النصوص، مع الإعلان عن تشكيل ائتلاف عربي للدفاع عن الاتفاقية ونشرها في الدول العربية.

دعم تشريعي ودولي 

من جهته، أوضح النائب باديس بلحاج علي، عضو لجنة السياحة والثقافة بمجلس النواب، أن هناك مبادرة تشريعية لتعديل 8 فصول من قانون الملكية الأدبية والفنية لعام 1994 لملاءمته مع اتفاقية مراكش.

وشدد على أهمية الجانب التنفيذي في توفير الموارد المالية واللوجستية لضمان تطبيق القوانين، مؤكدًا أن الهدف هو تحسين جودة حياة ذوي الإعاقة وترجمة الاتفاقيات إلى واقع ملموس. 

كما أبرزت ليلى القاسمي، عضو المجلس المحلي، أن تونس ساهمت في صياغة الاتفاقية عام 2013، لكن غياب التفعيل العملي يظل العائق الرئيسي. 

ودعت إلى تعاون المجتمع المدني والإعلام ونواب البرلمان لضمان تطبيق القوانين، مؤكدة أن حقوق ذوي الإعاقة ليست ترفًا بل ضرورة دستورية. 

أهمية الكتاب الميسر 

أشار محمد معمري، خلال الملتقى، إلى الدور الحيوي للكتاب الميسر في تمكين ذوي الإعاقة من ممارسة حقهم في القراءة والتعلم، مما يعزز اندماجهم الثقافي والعلمي.

بدوره، أكد ناجي البغوري، منسق برامج اليونسكو بتونس، أن نسبة نفاذ ذوي الإعاقة البصرية إلى المصنفات عالميًا لا تتجاوز 10%، وتنخفض إلى 1% في الدول النامية، مما يبرز الحاجة الملحة لتفعيل الاتفاقية. 

مهرجان "الفن بلا حدود" 

تزامن الملتقى مع مهرجان "هاندي ميوزيك" الدولي للموسيقيين والمبدعين من ذوي الإعاقة (15-18 مايو 2025)، الذي شهد مشاركة وفود من دول مثل المغرب، الجزائر، سلطنة عمان، وإسبانيا. 

المهرجان، تحت شعار "الفن بلا حدود، الإنسان بلا حواجز"، تضمن عروضًا موسيقية وجلسات نقاش حول الدمج الاجتماعي والتعليمي، مؤكدًا أن الإبداع لا يعرف الإعاقة. 

دعوة إلى العمل 

تظاهرة جمعية إبصار ليست مجرد حدث، بل صوت يطالب بالعدالة والمساواة. 

إن دعم الدولة لهذه المبادرات استثمار في بناء مجتمع شامل، يضمن للجميع التمتع بحقوقهم. 

ومع استمرار الجهود لتفعيل اتفاقية مراكش، تبقى الرسالة واضحة: المعرفة حق للجميع، والكتاب الميسر جسر نحو مستقبل أكثر إنسانية.