وتعتبر هذه أولى الزيارات المجددة المضامين، ضمن برنامج الزيارات المؤطرة، التي تنظمها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية (amvppc) للإعلاميين، في إطار البرنامج الوطني "مدن الحضارات" الذي يهدف إلى تثمين التّراث الوطني التونسي في بعديه الماديّ واللّامادي وإحياء المواقع والمعالم والمتاحف لتنويع المنتوج السياحي وتثمين المخزون الوطني والمساهمة في دفع السّياحة الثقافية في البلاد التونسية.
وتضمن اليوم الترويجي لموقع أوذنة الأثري زيارة وفد من الإعلاميين ممثلين عن وسائل الإعلام التونسية، والصحافة الدولية المعتمدة بتونس، إلى الكابيتول، وهو المعبد الرئيسي للمدينة الرومانية والذي كان مخصصا لعبادة الثالوث المقدّس: جوبيتر، جينونومينرفا، بحسب ما جاء في محاضرة ألقاها الدكتور نزار بن سليمان، المكلف بالبحوث بالمعهد الوطني للتراث، ومحافظ موقع أوذنة الأثري، والتي كانت ضمن فقرات برنامج اليوم الترويجي، وحظيت بمتابعة ونقاش معمق، حول مقومات المنطقة الاثرية بأوذنة، وكيفية العناية بها، والحفريات القائمة...
أوتنا وهو الاسم التاريخي لموقع أوذنة، يرجح علماء الآثار أنها قائمة قبل الانتصاب الروماني بأفريقيا (تونس)، أي أنها قائمة منذ عهد البربر السكان الأصليين لشمال أفريقيا.
لكنهم يؤكدون أن لقرطاج البونية (الحضارة التي عمرت أفريقيا إثر قدوم الفينيقيين) لها علاقة بهذه المدينة القائمة على منطقة سهلة خصبة.
وأسهب د. نزار بن سليمان في شرح وتقديم المنطقة الأثرية موضحا أن معبد الكابيتول تمّ إنشاؤه في بداية القرن الثاني بعد الميلاد، في أعلى نقطة من المدينة، ويتكوّن من ثلاثة معابد: معبد رئيسي يتوسّط معبدين فرعيين وتفتح كلها على الساحة العامّة الفوروم.
وهذا رابط محاضرة الدكتور نزار بن سليمان حول الموقع الاثرية بأوذنة:
تونس- موقع أوذنة الأثري: تاريخه، معالمه وآفاق تنميته
كما كانت الزيارة فرصة للاطلاع على ورشة "للفن التشكيلي" تحت إشراف اتحاد الفنّانين التشكيليين التونسيين، ومشاهدة لوحات حول الموقع الأثري بأوذنة، حرص خلالها الفنانون على إبراز الناحية الجمالية لبعض محتويات المنطقة.
كما تضمن اليوم الترويجي تكريما لكافة المشاركين في اليوم الترويجي للموقع الأثري بأوذنة في بادرة من وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، وتولى تسليم شهادات التكريم كل من: مدير عام وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، مهدي النجار، مديرة المتحف الوطني بباردو، فاطمة نايت إيغل، مسؤولة الاتصال والإعلام، جميلة بنور، مما كان حافزا معنويا وادبيا، أعان المشاركين على تحمل مشقة النزول من الكابيتول إلى ساحة المسرح المدرّج والتعرف على تاريخ الحمّامات العمومية الكبرى الذي يعود إلى عهد الإمبراطور هدريانوس (117-138) .
صور من بعض التكريمات:
{gallery}stories/galleries/takrim:::0:0{/gallery}
وبمصاحبة الدكتور نزار بن سلمان كانت فرصة للتعرف على تاريخ المسرح نصف الدائري الذي كان مخصّصا للعروض المسرحية وللخطابة والشعر.
كما اطلع الوفد الزائر على منزل إيكاريوس، الذي تم الكشف عنه في نهاية القرن 19 وكان يسمّى منزل لابيريي، يتميّز بمساحته الكبرى 2300 متر مربّع وعدد غرفه الذي يناهز الثلاثين غرفة.
إضافة إلى منزل أندستريوس، وتمّ الكشف عن اسمه على لوحة فسيفسائية تمثّل مشهدا بحريا تتوسّطه الآلهة فينوس تحيط بها حوريتان، وهذه اللوحة محفوظة حاليا بالمتحف الوطني بباردو بعد ان تمّ نقلها إليه في نهاية ال قرن19.
{vembed Y=Qd49Yn9MNWo}
وكانت حنايا أوذنة ختاما لهذا الزيارة لأول موقع أثري يبعد عن العاصمة التونسية بضعة كيلومترات، بعد زيارتين لقرطاج، وليالي باردو، بينما كانت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، قد نظمت زيارات سابقة لمناطق بعيدة، ومنها سوسة، القيروان، المنستير، مما يطرح سؤالا حول الذهاب بعيدا، قبل البدء بالمناطق الأثرية القريبة من العاصمة؟
وفي هذا الشأن، صرح مدير عام وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، مهدي النجار، لـ"الرؤية الإخبارية المصرية" قائلا: "أن هذا حقيقة، وأن الزيارات التي نظمتها الوكالة منذ أكثر من العام كانت تذهب إلى المناطق البعيدة، وأن زيارة الموقع الاثري بأوذنة تتنزل في إطار الزيارات ذات المضامين، ولأجل ذلك تم تنظيم يوم ترويجي لهذا الموقع"...
كما أشار "النجار" إلى أن "هذه الزيارات ذات تأثير إيجابي على المناطق الأثرية بتونس، بما يكون دافعا لمزيد من الاهتمام بها، وإضافات تساعد الزائرين على مزيد الاطلاع عليها مع تأمين سلامتهم، مستشهدا في هذا الإطار بالعوارض التي تم تركيبها في المسرح الأثري بأوذنة".
{vembed Y=k6DnLCugWyg}
ويسترسل نشاط وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية في برنامج متكامل ومؤطر بالتعاون مع سلطة الإشراف، نشاطه بالتعاون مع الإعلاميين التونسيين والعرب والأجانب، لمزيد دعم التعريف بالتراث التونسي، في الداخل بربط المواطن التونسي بتاريخه، ومصالحته مع ماضيه، وفي الخارج من أجل دعم قطاع السياحة، ومن ثم دمج التراث والآثار التونسية في منظومة التنمية الوطنية.