هذه القصور يختلف عددها منذ فترة حكم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، وهو أول رئيس للجمهورية التونسية و حكمها منذ (25 يوليو 1957 - 7 نوفمبر 1987)، حيث عزله الراحل زين العابدين بن علي بانقلاب وفرض عليه الإقامة الجبرية في مَنزله.
عدد القصور الرئاسية كان يقارب العشرة قصور، إضافة الى عدد من الاقامات في عدد من الولايات.
تم الاستغناء عن عدد من هذه القصور والإقامات الرئاسية، وتحويلها إلى متاحف.
«قصر المرمر» أحد أبرز المعالم الهندسية والفنية بسقانص- من ولاية المنستير، مسقط رأس الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.
أشرف على تشييده المهندس المعماري الشهير أوليفيه كليمان كاكوب وأنجز تصاميم تهيئة فضاءاته وقام بتزويقها ثلاثة من أبرز المهندسين الفرنسيين وهم «أندري لولو» وماكسيم أولد و«رافائيل».
وهو يحاكي قصر «فرساي» بروح القرن العشرين .
شهد هذا القـصر أشغال ترميم وتهيئة بعد أن طاله النسيان والإهمال من سنة 1987 إلى سنة 2000 ليفتح أبوابه للزائرين يوم 6 أبريل 2013 كمتحف يخلّد تاريخ المعلم ومؤسّسه الزعيم الرئيس الحبيب بورقيبة.
يتكوّن القصر من طابق أرضي وطابقين علويين تعلوهما شرفة تمتاز بشكل سقفها الذي وظفت في كسائه قطع بلورية مربعة الشكل على غاية من الإتقان والروعة.
في مدخل بهو القصر مدرج فسيح يؤدي إلى الطابق الأوّل حيث قاعة الاستقبال والجناح الرئاسي الخاص.
كما يفضى رواق البهو إلى قاعة جلوس مغربية التصميم .
هيّأ المصمّم الشهير رافائيل رواق جناح الرئيس الحبيب بورقيبة المؤدي إلى مكتبه وغرفة نومه وغرفة عقيلته وسيلة بورقيبة وغرفة التمريض.
صمّم أثاث المكتب من خشب «الريو» والبرنز المذهب.
وهو مهيأ ليكون أفضل فضاء يستقبل فيه الحبيب بورقيبة وزراءه وعددا من ضيوفه خلال إقامته الصيفية بالقصر.
بيت الاستحمام فاخر بشكله البيضوي وبرخام «الأربسكاتو» الذي يكسو جدرانه ورخام «غواتيمالا» بالأرضية.
صقل المغطس والحوضان في قوالب رخامية منفردة وكسيت الأبواب والقبة بورق الذهب.
وكان بورقيبة قد شيّد أكثر من عشرة قصور في عدد من المدن التونسية، ويواجه ملف تحويلها إلى متاحف عائقاً أساسياً يتمثّل بغياب التمويل اللازم لذلك.
ولكن ظل قصر سقانقص تحت إسم متحف الحبيب بورقيبة.