الرحلة السياحية إلى الفضاء كانت تحمل أول فريق مدني من غير رواد الفضاء المدربين على القيام بمهام فضائية، ودارت حول الأرض فيما يشبه رحلة سياحية فضائية؛ وفق ما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية "bbc".
الرحلة كان على متنها أربعة مسافرين، واستمرت ثلاثة أيام في الفضاء الخارجي، وهبطت مركبتهم Crew Dragon في المحيط الأطلسي بسلام.
وهبطت الكبسولة باستخدام أربع مظلات لإبطاء ارتطامها بالماء، وأسرعت قوارب سبيس إكس لاستعادتها وانتشالهم من الماء.
وقاد فريق المسافرين الملياردير، غاريد إيزاكمان، الرئيس التنفيذي لشركة التجارة الإلكترونية Shift4 Payments، الذي كان بمثابة "قائد" وممول المهمة.
ودفع مبلغاً كبيراً مقابل الرحلة لم يتم الكشف عنه، لكن مجلة التايم قدرته بحوالي 200 مليون دولار، حصل عليه بالكامل الملياردير إيلون ماسك، صاحب شركة سبيس إكس، مقابل جميع المقاعد الأربعة على متن المركبة Crew Dragon.
وانضم إلى إيزاكمان ثلاثة غرباء كان قد اختارهم؛ وهم:
- عالم الجيولوجيا والمرشح السابق لمهمة رائد الفضاء في وكالة ناسا سيان بروكتور.
- هايلي أرسينو وهي ناجية من سرطان العظام في مرحلة الطفولة ومساعدة طبيب حاليًّا.
- مهندس بيانات الفضاء والطيران المخضرم كريس سيمبروسكي.
وقال إيزاكمان عبر اللاسلكي بعد وقت قصير من هبوطه: "لقد كانت رحلة مثيرة جدًّا بالنسبة لنا"، مضيفًا: "لقد بدأنا للتو".
وهذه الرحلة هي الثالثة لشركة إيلون ماسك التي تنقل فيها البشر إلى الفضاء وإعادتهم مرة أخرى، وتمثل علامة بارزة أخرى في سوق السياحة الفضائية.
وقال مدير البعثة تود إريكسون، في مؤتمر صحفي: "مرحبًا بكم في عصر الفضاء الثاني"، موضحًا أنه بعد ذلك "يصبح السفر إلى الفضاء أكثر سهولة بالنسبة للرجال والنساء العاديين".
وظهر فريق المسافرين إلى الفضاء: غاريد إيزاكمان، سيان بروكتور، هايلي أرسينو، وكريس سيمبروسكي، في بث مباشر من الفضاء في أول يوم للرحلة، ونشرت الصورة في 17 سبتمبر/ أيلول 2021.
ولم يقم الفريق بأي مهام للتحكم في الرحلة أو قيادة المركبة، وكان فريق سبيس إكس على الأرض هو المتحكم في أنظمة الكمبيوتر ويوجه الرحلة منذ انطلاقها وحتى عودتها.
ولم يشمل مخطط الرحلة اقتراب Crew Dragon من محطة الفضاء الدولية "ISS"، لكن كانت الرحلة عبارة عن "تحليق حر" على ارتفاع بلغ 575 كم في الفضاء.
وقام الطاقم، الذي خضع لتدريب لمدة ستة أشهر، بالدوران حول الأرض أكثر من 15 مرة كل يوم.
وجمع الخبراء الذين تابعوا الرحلة بيانات حيوية عن المسافرين طوال الوقت؛ منها مستويات الأكسجين في الدم، والنوم، والقدرات المعرفية والعلامات الحيوية الأخرى أثناء الرحلة، لدراسة تأثير التواجد في الفضاء على غير المؤهلين.
وستجمع الرحلة الأموال لمستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال، في تينيسي؛ حيث عولجت من قبل هايلي أرسينو عندما كانت طفلة، وما زالت تعمل حتى الآن.
وهناك خطة لبيع الأشياء التي أخذوها معهم إلى الفضاء بالمزاد، بما في ذلك القيثارة.
بالإضافة إلى ماسك، اجتذب السباق لبيع الرحلات الفضائية التجارية رجال أعمال مليارديرات آخرين ومنهم السير ريتشارد برانسون، وجيف بيزوس، وكلاهما اخترق الغلاف الجوي للأرض هذا العام في مركبتيهما الفضائيتين.