وعلى طرفها الجنوبي الغربي تقع مدينة ماكاسار الساحلية، التي يخيم فوقها ضباب دخاني، وهي مركز تجاري هام وبوابة إندونيسيا الشرقية إلى العالم.
وهناك في هذه الجزيرة يسكن شعب بوغيس، وهو مجتمع ملاحي، ويتميز باعترافه بخمسة أشكال جنسية مختلفة للبشر.
توضح شارين غراهام ديفيز، عالمة الأنثروبولوجيا في جامعة موناش في ملبورن بأستراليا، أن "شعب بوغيس لديه أسماء لخمسة تصنيفات جنسانية مختلفة، وهي تحدد خمس طرق مختلفة للتواجد في العالم (من حيث الجنس)".
وشعب بوغيس هو أكبر مجموعة عرقية في جنوب سولاوسي، ويعيش في ماكاسار وعددهم يبلغ نحو ستة ملايين فقط في بلد يبلغ تعداد سكانه 270 مليون نسمة.
في مجتمع بوغيس، تشير كلمة "ماكونراي"، إلى جنس الأنثى، و"أورواني" إلى جنس الذكر، وهما موافقتان للتعريف الغربي بهذا الخصوص.
في حين تستخدم كلمة "كالالاي" لوصف الهوية الجنسية لمن تولد بجسد أنثوي، لكنها تؤدي دورا ذكوريا تقليديا، وقد ترتدي القمصان والسراويل وتدخن السجائر، وتقص شعرها وتؤدي أعمالا يدوية.
أما كلمة "كالاباي" فتشير إلى من يولد بجسد ذكر، لكنه يقوم بأدوار الإناث، ويرتدي الفساتين، ويستخدم مساحيق التجميل، ويُطيل شعره.
ويعمل العديد من الكالاباي في صالونات التجميل، كما نساعد في التخطيط لحفلات الزفاف وأداء الرقصات خلالها.
الجنس الخامس في بوغيس هو "بيسو"، والذي لا يعتبر ذكرا ولا أنثى، لكنه يمثل مجمل الطيف الجنساني.
وعلى غرار فئتي "كالاباي" و"كالالاي"، يعبّر الـ"بيسو"، عن هويتهم من خلال اللباس: غالبا ما يتزينون بالزهور، وهي تقليديا رمز أنثوي، لكنهم في الوقت نفسه يحملون خنجر "كيريس" الإندونيسي المرتبط تقليديا بالرجال.