ويتناقل السكان المحليون أسطورة تفيد بأن هناك أشباحًا وأرواحًا هم من أجبروا السكان على الهرب، إذ يتناقل سكان القرية المجاورة قصة عن جن شرير، يطارد قرية "المدام"، يطلقون عليه "أم الدويس"، وهي روح أنثوية تتمتع بعيني القط، ويدين عبارة عن مناجل.
(أم الدويس هي خرافة عن امرأة جميلة من الجن، يشاع أنها ذات جمال أخاذ، ورائحة زكية، وجميلة تلاحق الرجال في الليل، وتجعلهم يفتتنون بجمالها، وما إن يفتتنوا بها ويلاحقوها حتى تقتلهم وتأكلهم).
والقرية عبارة عن صفين من المنازل، وينتهي الصفان بمسجد أخذ موقعه في وسط الصفين، ولعل ما يكتنفها من غموض، جعلها وجهة مثالية للكثير من المستكشفين ومحبي المغامرات والتشويق، الذين يحاولون سبر أغوار غموضها.
وتقول المدونة البريطانية فانيسا بول، والتي وثقت أطلال القرية عام 2019، بعد أن اكتشف أصدقاء لها القرية خلال رحلتهم على الطرق الوعرة "لم تعد قرية المدام سرية".
وتقول بول إن معظم الأبواب مفتوحة على مصراعيها، بينما لا تملك منازل أخرى أبوابًا من الأساس، كما تضم بعض المنازل فسيفساء رائعة.
وعلى الرغم من الغموض الذي يكتنف السبب وراء هجران سكان القرية لبيوتهم لتسكنها الرمال والأساطير بدلاً منهم، لكن لعل التفسير الأقرب للمنطق، هو أن العواصف الرملية الشديدة والمستمرة جعلت من الحياة في القرية مستحيلة؛ لذا هجرها أهلها.