ومنذ أيام، أعلن وزير البيئة ناصر ياسين عن بدء ورشة عمل لانشاء اول منتزه جيولوجي "جيو بارك" في منطقة جبيل لتقديمه رسمياً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" لاعلانه ضمن الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية.
وأوضح ياسين "أن المنتزه الجيولوجي المقترح في جبيل، بالإضافة إلى آخر في منطقتي الشوف وجزين، سيكونان الاولين من نوعهما في لبنان ضمن إستراتيجية وزارة البيئة لرفع عدد ومساحات المناطق المحمية في لبنان وزيادة تنوعها وانواعها والتي تعمل عليها الوزارة مع شركائها من المنظمات الدولية والجامعات اللبنانية ولجان المحميات والبلديات والجمعيات البيئية والمجتمعات المحلية".
أهداف المنتزه الجيولوجي
تعرف منظمة العلوم والثقافة اليونسكو المنتزهات الطبيعية ذات البعد الجيولوجي" Geopark"، كالتالي: "كل منطقة تحتوي على معالم جيولوجية تتميز إما بالندرة أو الجمال، والتي تشكل ثراء للطبيعة ولتاريخ تكونها، وتعم بالفائدة على الثقافة والتنمية المستدامة". وتتشكل هذه المنتزهات الجيولوجية من معالم مختلفة ومهمة وحيوية، تظهر مدى التنوع الطبيعي الذي مر به الكوكب الأرضي.
الى ذلك، تحددت أهداف هذه المنتزهات في المحافظة على التنوع الطبيعي، تطوير السياحة الثقافية، تطوير البحث والدراسات في المجال البيئي، وربط متطلبات الاقتصاد بالتنمية المستدامة.
قطب سياحي
وافق المجلس التنفيذي لليونسكو على إضافة 18 موقعاً إلى شبكة اليونسكو العالمية للحدائق الجيولوجية في هذا العام، ليصل بذلك العدد الإجمالي للحدائق الجيولوجية إلى 213 حديقة في 48 بلداً.
وقد أُنشئت تسمية "حديقة جيولوجية عالمية لليونسكو" في عام 2015، وتعترف هذه التسمية بالتراث الجيولوجي ذي الأهمية الدولية.
وتواصل اليونسكو تعزيز مفهوم الحدائق الجيولوجية في المناطق التي تكون فيها هذه الحدائق أقل شيوعاً، ولا سيما في أفريقيا والدول العربية والدول الجزرية الصغيرة النامية. مثلاً في ألمانيا، يوجد ست منتزهات جيولوجية تحولت إلى مناطق سياحية تجلب عددا من الزوار من داخل وخارج ألمانيا.
وأقدمها منتزه فولكان أيفل "Volkaneifel" الذي تم تصنيفه من قبل منظمة اليونسكو ضمن التراث الحضاري للبشرية سنة 2004، ويمتد على مساحة 1400 كيلومتر مربع. وتم إضافة منتزه ريس "Ries" الذي يوجد في جنوب ألمانيا إلى قائمة اليونسكو. ويشكل هذا التتويج عاملا مهما في التعريف بالمنطقة، خصوصا وأن دراسة لاستطلاع الرأي أثبتت أن ثلاث أرباع المستجوبين لا يعرفونه.
وهكذا أصبحت هذه المنتزهات تلعب دورا مهما في التنمية المحلية، التي تحولت إلى قطب سياحي يجذب الزائر!