قابس: قلب السياحة العربية ينبض بالأمل والاستثمار جنوبي شرق تونس

عوض سلام يكتب من جنوبي شرق تونس عن... حلم عربي يولد في قابس

الرؤية المصرية/ تونس/ قابس// في قلب مدينة قابس، الدرة التونسية على الساحل الجنوبي الشرقي، على بعد 400 كيلومتر جنوب العاصمة تونس، تفتحت أبواب الأمل. من 7 إلى 9 مايو 2025، حيث استضافت منطقة شالة شنني، مركز التربصات والاصطياف والتخييم، الملتقى العربي الأفريقي للسياحة والاستثمار، الذي نظمته جمعية الأفق للسياحة والاستثمار والتعاون الدولي برئاسة منجي عبد الواحد.

قابس: قلب السياحة العربية ينبض بالأمل والاستثمار جنوبي شرق تونس

لم يكن هذا الملتقى مجرد مؤتمر، بل كان لحظة تاريخية جمعت رواد السياحة من تونس، ليبيا، الجزائر، المغرب، سلطنة عمان، السودان، وسوريا، ليرسموا مستقبلًا مشرقًا. في قابس، تجسدت رؤية الوحدة العربية، حيث امتزجت الأحلام بالطموحات لتحويل المنطقة إلى قطب سياحي ينبض بالحياة.

كامل فيديوهات الملتقي

روح التعاون العربي: كلمات تلهم 

افتتح الملتقى بكلمات منجي عبد الواحد، رئيس جمعية الأفق، التي حملت دفء الضيافة العربية. رحب بالضيوف قائلًا: "نبني جسور التعاون لتعزيز السياحة والثقافة."

أكد على دور الصناعات التقليدية كركيزة اقتصادية، معربًا عن أمله في بناء صداقات تربط الشعوب العربية. بدوره، ألهب صابر حمدي، معتمد قابس الغربية، حماس الحضور، مشيرًا إلى أن هذا الملتقى "انطلاقة للتكامل الاقتصادي." دعا المستثمرين لاستغلال موارد تونس، مؤكدًا التزام الحكومة بتسهيل الاستثمار.

أما عماد الشتاوي، عضو لجنة الاستثمار بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم، فقد أضاف بُعدًا استراتيجيًا، مشيرًا إلى إمكانات قابس من مياه حرارية وغابات، رغم التحديات البيئية.

وأشاد مكرم العايدي، المندوب الجهوي للصناعات التقليدية، بتنظيم الملتقى، معربًا عن أمله في أن يكون قابس وجهة استثمارية رائدة. كما دعا الأسعد العمامي، المندوب الجهوي للشباب والرياضة، إلى الاستثمار في السياحة الرياضية، مشيرًا إلى المركب الشبابي في الزارات كمثال واعد.

قصص إنسانية: أحلام تنبض بالحياة

من سوريا، جاءت ورد يوسف، صاحبة مؤسسة سياحية، تحمل قصة صمود وتفاؤل. تقول ورد: "بعد انقطاع طويل، أشعر بالفخر لتمثيل سوريا في هذا الملتقى. السياحة في بلادنا لا تزال جاذبة، والحياة اليوم تعج بالفرح."

تسعى ورد لتوسيع مؤسستها عبر فروع في دول عربية، داعية إلى جولات سياحية منظمة تربط الثقافات.

قصتها ألهمت الحضور، فهي ليست مجرد سيدة أعمال، بل رمز للأمل السوري.

من ليبيا، تحدث ناصر البريك، مدير عام شركة نواه الأعمال، عن الضيافة التونسية التي جعلت المناخ مريحًا لليبيين.

قال "البريك": "السياحة مفتاح التعاون بين القطاعات، وهذا الملتقى فرصة لتحويل التوصيات إلى واقع." دعوته للتكامل العربي لاقت صدى واسعًا، خاصة مع تأكيده على أهمية بيئة استثمارية مريحة.

السياحة في قابس: أرقام وطموحات

قدم بشير القديري، المكلف بتسيير المندوبية الجهوية للسياحة، عرضًا ملهمًا عن إحصائيات السياحة لعام 2024، مبرزًا فرص الاستثمار في قابس.

تحدث عن دراسات جاهزة لمشاريع سياحية، قائلًا: "قابس تملك جمالًا طبيعيًا وثقافيًا يجعلها وجهة فريدة." أكد أن الملتقى خطوة لجعل المنطقة مركزًا سياحيًا عربيًا، مع دعوة للمستثمرين لاكتشاف هذه الفرص.

الشركات الأهلية: أمل الشباب

في جلسة ملهمة، قدم فتحي بدور، ممثل الشركات الأهلية، قصة نجاح شركة "أمل للنسيج" في مدنين، التي أسستها 50 امرأة.

وقال "بدور": "هذه الشركات فرصة تاريخية للشباب لتحقيق أحلامهم." شرح الإطار القانوني لتأسيس الشركات الأهلية بموجب المرسوم 15 لسنة 2022، داعيًا إلى تعاون المجتمع المدني والسلطات لتعزيز التنمية.

قصته ألهبت حماس الشباب الحاضرين، مؤكدة أن المستقبل بأيديهم.

زيارات سياحية: رحلة إلى قلب التاريخ

امتد الملتقى إلى زيارات سياحية كشفت عن كنوز قابس. إليكم لمحة تاريخية وثقافية عن هذه المواقع:

حامة قابس: إرث الشفاء

حامة قابس، على بعد كيلومترات من المدينة، هي ملاذ المياه الحرارية التي جذبت الزوار منذ العصر الروماني. كانت مركزًا للعلاج والتجمعات الثقافية، حيث اختلط التراث العربي بالأمازيغي.

اليوم، تروي أحجارها قصص الحضارات، ومياهها تدعو للسياحة العلاجية. زيارة الحضور كانت بمثابة إعادة اكتشاف لهذا الكنز.وصف صورة مقترح: منظر لحمامات حامة قابس مع المياه المتدفقة وسط النخيل، تعكس الإضاءة الذهبية جمال الغروب.

توجان: همسات الأمازيغ 

توجان، القرية الجبلية في مطماطة، هي تحفة أمازيغية. بمنازلها الصخرية وأزقتها الضيقة، تحكي قصة شعب تحدى الصحراء.

كانت محطة تجارية في العصور الوسطى، ولا تزال تحتفظ بطابعها الأصيل وقد أعادت زيارة الضيوف إحياء تاريخها، مع دعوات لتطوير السياحة الثقافية. 

مطماطة القديمة: عجيبة الصحراء

مطماطة القديمة، بمنازلها الجوفية، هي أعجوبة معمارية أمازيغية. بنيت للتكيف مع الحرارة، وأصبحت شهيرة عالميًا بفضل "حرب النجوم".

وتحكي كل حفرة قصة عائلة عاشت هنا لقرون. زيارة الملتقى عززت فكرة السياحة السينمائية والثقافية.وصف صورة مقترح: منزل جوفي في مطماطة مزين بالسجاد التقليدي، مع إضاءة دافئة تعكس الحياة اليومية.

واحة شنني: قلب الأرض الخضراء

 واحة شنني، جنة النخيل والمياه، كانت ملتقى القوافل قديمًا. لا تزال تحتفظ بجمالها الطبيعي وأساليب الزراعة التقليدية.

زيارة الحضور كانت دعوة للسياحة البيئية، حيث يمكن للزوار استكشاف الطبيعة والتراث.

الأكاديميون: جسر المعرفة

ساهمت الأكاديميتان ربيعة بن يوسف وكريمة عزوز في إثراء الملتقى بمداخلاتهما.

أكدتا على أهمية البحث العلمي في دعم السياحة المستدامة، داعيتين إلى دراسات تربط التراث بالاستثمار. قصصهما عن العمل الأكاديمي في خدمة التنمية ألهمت الحضور، مؤكدة أن المعرفة هي مفتاح المستقبل.

ولادة قطب سياحي وقد اختتم الملتقى بإعلان تاريخي: إقامة قطب سياحي في قابس. هذا القرار، بدعم الأمن الوطني والهلال الأحمر التونسي، عكس التزام تونس بتطوير السياحة.

كما أن التنظيم السلس ومشاركة ممثلي ثلاث وزارات، بما في ذلك المندوبة الجهوية للثقافة، أضافوا بُعدًا رسميًا وشعبيًا للحدث.

قابس تناديك 

قابس ليست مجرد مدينة، بل حلم عربي يتشكل. من مياه حامة إلى منازل مطماطة، ومن نخيل شنني إلى تراث توجان، تقدم قابس دعوة مفتوحة لكل عربي لاكتشاف جمالها واستثمار إمكاناتها.

هذا الملتقى كان بداية، لكن الرحلة مستمرة. فلنجعل قابس رمزًا للوحدة والإبداع. انضم إلينا، وكن جزءًا من هذه القصة!