وأوضحت دار الافتاء المصرية أنَّ هذا كَذِب وغِشّ وهذا حرام شرعا، واستدلت على ذلك بحديث للرسول : «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» (رواه مسلم)، وهو نَصٌّ قاطعٌ صريحٌ في تحريم الغِشِّ بكل صوره وأشكاله.
حكم الشرع في راستخدام تقنية التزييف العميق
وأضافت الإفتاء أن الإسلامُ إذ حثَّ على الابتكار والاختراع؛ فقد جَعَله ليس مقصودًا لذاته، بل هو وسيلة لتحقيق غَرَضٍ ما؛ لذا أحاط الإسلامُ الابتكاراتِ العلمية بسياجٍ أخلاقيٍ يقوم على أساس التقويم والإصلاح وعدم إلحاق الضرر بالنفس أو الإضرار بالغير، فمتى كان الشيء الـمُخْتَرع وسيلة لأمرٍ مشروعٍ أخذ حكم المشروعية، ومتى كان وسيلة لأمر منهيٍّ عنه أخذ حكمه أيضًا.
وأوضحت دار الإفتاء: أنه وَفْق القانون رقم (175) لسنة 2018م، الخاص بـ«مكافحة جرائم تقنية المعلومات»؛ فقد جَرَّم المُشَرِّع المصري في هذا القانون نشر المعلومات المُضَلِّلة والمُنَحرِّفة، وأَوْدَع فيه مواد تتعلق بالشق الجنائي للمحتوى المعلوماتي غير المشروع”.
"التزييف العميق" من أخطر تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على تشويه سمعة الآخرين بتركيب وجوهم على صور وفيديوهات مزيفة وتلفيق تهم للآخرين بدون وجه حق.
وظهرت تقنية "التزييف العميق" للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2014 وصممه مهندس بشركة "ابل" يدعى " إيان جودفيلو"، الذي يعمل في شركة آبل.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن الأمر الأكثر خطورة فى تقنية التزييف العميق هو أنه يتم تحريرها أو صناعتها، بما يتجاوز التعديلات التي أجريت للوضوح أو الجودة، بطرق لا تظهر للشخص العادي ومن المحتمل أن تضلل شخصًا ما ليتصور أن موضوع الفيديو قد قال كلمات لم يقلها الشخص بالفعل.
وتم استخدام تقنية التزييف العميق لأشخاص ينتحلون عددا من المشاهير منهم الممثل العالمى الشهير، توم كروز ، واعتقد البعض أنه هو وليس مجرد تقنية للفبركة، كما تم استخدام التقنية مع مسئولين سياسيين منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما.
تجريم فيسبوك للتزييف
ووفقا لوكالة سبوتنيك الروسية، فقد أعلن موقع فيسبوك، أنه يستعد لمواجهة تداول مثل هذه مقاطع الفيديو، وذلك باستخدام تقنية جديدة لتقييم الهدف من فيديوهات "الديب فيك" المنشورة عبر فيسبوك، ومنعها من التداول وتأتي خطوة منع فيديوهات "ديب فيك" من فيسبوك بعد تداولها لأغراض مخيفة.
وقال مسئول بالشركة: "من الواضح أن خطر استغلال هذه الفيديوهات يزداد بشكل مخيف، ويجب ردعها حتى لو تكلف الأمر مبالغ ضخمة"، وتأتي خطوة فيسبوك لمنعها بمسابقة برعاية فيسبوك يطلق عليها "تحدي اكتشاف Deepfake" والتي ستقدم منحا وجوائز لتحفيز مشاركة مستخدمي التطبيق.
وستدفع فيسبوك أكثر من 10 ملايين دولار لتتعاون مع عدد من المنظمات، بما في ذلك Microsoft والمدارس مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة كاليفورنيا، بيركلي، ومنظمات غير هادفة للربح للقضاء على هذه التقنية.