يشير هذا المفهوم إلى أن الكون قد يكون في حالة غير مستقرة تُسمى "الفراغ الزائف"، وأي اضطراب طفيف قد يؤدي إلى انهيار كارثي يدمر كل شيء.
ما هو الفراغ الزائف؟
يُعرف الفراغ الزائف بأنه حالة طاقة غير مستقرة يوجد فيها الكون حاليًا، على عكس الحالة الأكثر استقرارًا المعروفة بـ"الفراغ الحقيقي".
يمكن تشبيه ذلك بكرة زجاجية متوازنة على حافة وعاء، حيث أي دفعة صغيرة قد تتسبب في سقوطها. إذا حدث اضطراب في هذا الفراغ الزائف، قد ينتقل الكون إلى حالة الفراغ الحقيقي، مما يؤدي إلى انهيار هيكلي كامل.
دور مجال هيغز يلعب مجال هيغز، وهو عنصر أساسي في النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات، دورًا محوريًا في هذا السيناريو. يعتقد العلماء أن هذا المجال قد يكون عالقًا في حالة فراغ زائف.
إذا تلقى المجال دفعة طاقة كافية، قد ينتقل إلى حالته المستقرة، مُطلقًا فقاعة من الفراغ الحقيقي تتحرك بسرعة الضوء، مدمرة كل شيء في طريقها، من نجوم وكواكب إلى مجرات بأكملها.
ماذا سيحدث عند الانهيار؟ عندما تنتقل حالة الفراغ الزائف إلى الفراغ الحقيقي، ستتشكل فقاعة طاقة تنتشر بسرعة الضوء، تلتهم كل ما تصادفه. إذا وصلت هذه الفقاعة إلى النظام الشمسي، فستدمر الأرض وكل شيء فيها لحظيًا.
الأمر المقلق هو أن هذه الفقاعة قد تكون قد بدأت بالفعل في مكان ما في الكون، ربما بسبب ثقب أسود بدائي أو تقلبات كمومية.
هل نحن في خطر؟
على الرغم من الطبيعة المرعبة لهذا السيناريو، يطمئن العلماء إلى أن احتمالية حدوثه فوريًا ضئيلة. حتى لو بدأت فقاعة الفراغ الحقيقي، فقد تستغرق مليارات السنين لتصل إلينا بسبب اتساع الكون.
كما أن غياب الثقوب السوداء البدائية في الكون قد يكون مؤشرًا على أن هذا الحدث لم يبدأ بعد.
يظل اضمحلال الفراغ الزائف سيناريو نظريًا مثيرًا للاهتمام، يعكس الطبيعة الديناميكية للكون. بينما يواصل العلماء دراسة هذه الظاهرة،
يبقى السؤال مفتوحًا: هل سينجو كوننا من هذا "الزر المدمر"، أم أن مصيره محتوم؟ على أي حال، يذكرنا هذا السيناريو بمدى هشاشة وجودنا الكوني وأهمية فهمنا للقوانين التي تحكم الكون.