اقرأ ايضأ:-
هذا الطوف، الذي بدأ رحلته الأولى مع الركاب في أغسطس 2025، يمثل قفزة نوعية في صناعة السفن الروسية، مستعيدةً مهارات فُقدت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ومجسدةً تصاميم مبتكرة على مستوى تكنولوجي متطور.
طوف "سارما"، الذي صُمم ضمن مشروع HSC150B بتعاون بين مكتب التصميم "سي تيك" وحوض بناء السفن "فيمبل"، يمثل مزيجًا بين الأداء العالي والتصميم الذي ينسجم مع جمال بحيرة بايكال الطبيعي.
بدأت أعمال بنائه في نهاية 2022، وتم التجميع النهائي في إركوتسك، بتمويل تفضيلي من وزارة الصناعة والتجارة الروسية ضمن برنامج شركة السفن الروسية المتحدة.
وفي 14 نوفمبر 2024، تم تسليم الطوفين "سارما" و"سيلينغا" رسميًا لشركة سيبيريا الشرقية للملاحة النهرية لتشغيلهما في بحيرة بايكال ونهر أنغارا.
ما يميز "سارما" هو استخدام سبائك الألومنيوم-سكانديوم عالية المتانة، مما قلل وزن الهيكل بنسبة 7.2%، وخفض استهلاك الوقود بنسبة 40%، وزاد الحمولة المفيدة بنسبة 8%.
يتسع الطوف لـ148 راكبًا، بطول 37 مترًا وعرض 11.4 مترًا، ويتمتع بمدى إبحار يصل إلى 1000 كيلومتر بسرعة 65 كم/ساعة. تصميمه المتطور، بغاطس يتراوح بين 0.9 و1.25 متر، يتيح له الرسو على الشواطئ غير المجهزة، مما يعزز تجربة الركاب في المناطق النائية.
هذا الإنجاز لا يعكس فقط التفوق التكنولوجي، بل يبرز قدرة روسيا على استعادة مكانتها في صناعة السفن عالية الأداء.
ومع استمرار تطوير مشاريع مماثلة، مثل السفن العاملة بالوسادة الهوائية، تؤكد روسيا أنها تسير بخطى واثقة نحو استعادة تراثها الصناعي العريق، معززةً بابتكارات العصر الحديث.