وأضاف باراكيلاس: "تعرف فيس بوك كل شيء عنك، وما تبدو عليه، وموقعك، ومن أصدقائك، واهتماماتك، وإذا كنت في علاقة أو لا، وما هي الصفحات الأخرى التي تتصفحها عبر شبكة الإنترنت، وتسمح هذه البيانات للمعلنين باستهداف أكثر من مليار زائر للموقع يوميا، وكلما ازدادت البيانات المعروضة، زادت القيمة التي يعطيها للمعلنين".
وأوضح باركيلاس أنه بناء على ذلك، ليس هناك حافز لدى فيسبوك لمراقبة عملية جمع البيانات أو استخدام هذا الكم الهائل من بيانات المستخدم، إلا إذا تدخلت الصحافة أو أي جهة أخرى.
وكشف باراكيلاس أن الشركة لم تتجاوب مع مخاوفه بشأن استغلال مطوري الطرف الثالث لبيانات المستخدمين، إذ كانت أكثر اهتماما بقمع القصص السلبية بدلا من إصلاح العيوب التي تسببت فيها من البداية.
وأوضح باراكيلاس: "أن رد الفعل النموذجي الذي أتذكره هو محاولة التخلص من أي تغطية صحفية سلبية بأسرع ما يمكن، مع عدم بذل جهود صادقة لوضع الضمانات أو تحديد ووقف المطورين المسيئين، وعندما اقترحت تدقيق أعمق بشأن استخدام المطورين لبيانات فيسبوك، سألني أحد المديرين التنفيذيين: "هل تريد حقا أن ترى ما سوف تجد؟"
وقال باراكيلاس إنه بناء على معرفته بالشركة، فيتوقع اتباعها نفس النهج في تحقيقاتها بشأن اكتشاف والتخلص من الحملات الإعلامية الروسية، مؤكدا أنها لا تتفاعل مع أي قضية، إلا عندما تثير الصحافة أو الهيئات التنظيمية مسألة ما، وتتجنب أي تغييرات من شأنها أن تضر بأعمال جمع البيانات وبيعها.
وحذر باراكيلاس أن ما يفعله فيس بوك يعد أمرا خطيرا، فالشركة التي تصل إلى معظم البلاد كل يوم، ولديها كم كبير من البيانات الشخصية الدقيقة، ليس لديها أي حافز لمنع إساءة المعاملة، مطالبا بضرورة تنظيم الشركة بشكل أكثر إحكاما، حتى لا يتحكم أي كيان بمفرده في جميع البيانات، مؤكدا أن الشركة لن تحمى المستخدمين من تلقاء نفسها.
وطالب ساندى باراكيلاس، الذي عمل بالشركة خلال عامي 2011 و2012، المشرعين بضرورة تنظيم عمل شركة فيسبوك، نظرا لكمية البيانات التي تجمعها عن المستخدمين، مؤكدا أن الشركة تولى الأولوية لجمع البيانات على حساب حماية المستخدم والامتثال التنظيمي، ما جعلها هدفا "جذابا" للروس، الذين سعوا للتأثير على انتخابات عام 2016، كما حث المشرعين بعدم السماح لشركة فيس بوك بتنظيم نفسها لأنها لن تفعل ذلك.