رائد خليل
نتابع بكشف ما يحاول الاعلام تجاهله، وهنا أشير الى ان ما أوردته موجود ببطون الكتب لكن التدريس والاعلام يحاول حجبه وطمسه بنسيانه وعدم ذكره او بتشويه الحقيقة عند ذكرها، فمهما كانت قاسية ومستفزة الا انها الحقيقة التي يجب قولها ، فنتابع :
تعد الاندلس من اكبر الامثلة على سبي المسلمات في التاريخ ، فكل مدينة تسقط كان النصارى يقتلوا رجالها ويسبوا نسائها ويستولدوهن فكانت اعداد هامة من النصارى بالاجيال اللاحقة يرجع نسبهم الى الاسياد الاسبان النصارى والسبايا المسلمات، ولا يخفى عليكم ان ذلك يعود لاسباب منها سعيهم لحسم الصراع نهائيا بقتل الرجال وتنصير الاطفال اضافة للسبب الذي لا يقل اهميه ألا وهو اغتنام المسلمات ووطئهن وهذا يمثل مكافأة كبرى لهم وحافزا بحد ذاته فكان واضحا ولعهم بالسبايا المسلمات، ونعطي أمثلة على ذلك .
يذكر المؤرخ المغربي الفقيه عبد الواحد بن علي التميمي المراكشي في كتابه (المعجب في تلخيص اخبار المغرب) ما حدث بعد معركة العقاب الشهيرة، اذ توجه ألفونسو الى مدينتي بياسه وآبده ، اما بياسه فوجدها خالية فحرقها ، وأما آبده فقد امتلأت بمن انهزم من المسلمين ومن اهل بياسه ومن اهل آبده نفسها ، فحاصروها ثلاثة عشر يوما فقط حتى دخلوها عنوة فقتلوا رجالها وسبوا نسائها ،
يعلق المؤرخ قائلا: (وفصل هو وأصحابه من السبي من النساء والصبيان بما ملوا به بلاد الروم قاطبة) كان المسلمون يعانون من فوضى وغياب الهدف بل لنقل صراحة وان كانت قاسية كانوا يعانوا من (الغباء السياسي) ونجد مثالا صارخا على ذلك بمدينة المرية الاندلسية إذ انتفضت ضد حكامها المرابطين لاستعادة استقلال الامارة مستغلة ثورة المغرب ضد الموحدين، فأي استقلال وهمي سخيف كانوا يبحثوا عنه وماذا كانت النتيجة ؟
نظرت قشتالة للاحداث بذكاء واستغلت الموقف فتحالفت مع الجنويين والارجونيين وغيرهم، وتوجهت حشودهم الى المرية سنة 542 هجري / 1147م فحاصروها واستبسل اهلها ولكن بعد فوات الاوان فكانت المسألة مسألة وقت فحسب، فبعد 3 شهور دخلها النصارى فوطؤوا نسائها كلهن بلا استثناء وحبلوهن ، فانتهى بهن الحال سبايا حوامل بأحضان اسيادهن.
( من عدة مصادر احدها كتاب الموحدون في الاندلس المغرب والاندلس ما بين سنتي 541/667 هجري – 1146/1268 ميلادي ) وكتاب تاريخ الحضارة الاسلامية في الاندلس في حادثة شهيرة يذكر أن ابن رزين حسام الدولة صاحب شنتمرية حمل الهدايا النفيسة وتوجه بها إلى الملك الإسباني ألفونسو ليهنئه على احتلاله لطليطلة، فجازاه ألفونسو بإعطائه قردًا؛ احتقارًا له، لكن حسام الدولة عدَّ ذلك مفخرة له !
ويذكر ان الفونسوا وجنوده دخلوا طليطلة سنة 478 هجري/1085 ميلادي بعد حصار دام 9 شهور ، وكالعادة قتلوا رجالها وسبوا نسائها وأطفالها ويُروى أن وزيرًا دخل على أحد ملوك الطوائف فوجده حزينًا مغضبًا، فظنَّ أنه غاضب بسبب ما حلَّ بالدويلة المسلمة المجاورة له التي احتلها النصارى فقتلوا رجالها وسبوا نساءها، فقال له: ليس ذلك ما يغضبني، بل المهندس المكلف ببناء قصري الذي لا يلتزم بأمري ! ويلاحظ ان الاسبان ومن ساندهم من اوروبيين كانوا يعدون النساء المسلمات من أولى اولوياتهم وغاية قصوى بحد ذاتها ، يظهر هذا عندما لا يقدروا على الاستمرار باحتلال مدينة وخشيتهم من هجوم جيوش اسلامية عليها ومواجهتهم لها، فإنهم يهجموا على الحصن بسرعة ويأخذوا النساء ويرحلوا بهن الى ديارهم، ومثال على ذلك ما فعله رجال ليون ونافار سنة 304 هجري حين هجموا على طليطلة فدخلوها وسبوا نسائها وعادوا لبلادهم فورا وبأيديهم كل بنات طليطلة من أشهر الحوادث المؤلمة ما حدث لمدينة بربشتر المسلمة، إذ تقدمت الجحافل من عدة مناطق باوروبا الغربية وكانوا 40 ألف مقاتل فحاصروها سنة 456هجري/1064 م ففتحوها .
ووصف الحميري ذلك الحدث في كتابه الروض المعطار في خير الاقطار قائلا : قتلوا عامة رجالها، وسبوا فيها من ذراري المسلمين ونسائهم ما لا يحصى كثرة، ويذكر أنهم اختاروا من أبكار جواري المسلمين وأهل الحسن منهن خمسة آلاف جارية فأهدوهن إلى صاحب القسطنطينية، وأصابوا فيها من الأموال ما يعجز عن الوصف ، وبالغ المنتصرون في النكاية بأهل المدينة، فوصف ابن حيان القرطبي ذلك، قائلاً: «كانوا يتولعون بهتك حرم أسراهم وبناتهم بحضرتهم، وعلى أعينهم إبلاغاً في نكايتهم، يغشون الثيب، ويفتضون البكر، وزوج تلك، وأبو هذه، موثق بقيد أسره، ناظر إلى سخنة عينيه، فعينه تدمع، ونفسه تتقطع.
ويضيف ابن حيان : وحصل للعدوِّ من الأموال والأمتعة ما لا يُحْصَى، حتى إن الذي خصَّ بعضَ مُقَدَّمي العدوِّ لحصنه -وهو قائد خيل رومة- نحو ألف وخمسمائة جارية أبكارًا ولمَّا عزم ملك الروم على القفول إلى بلده تخيَّر من بنات المسلمين الجواري الأبكار والثيبات ذوات الجمال، ومن صبيانهم الحسان ألوفًا عدَّة، حملهم معه ليهديهم إلى مَنْ فوقه انتهى وقد صور الفقيه ابن عسال تلك الفجيعة بأبيات شعرية نورد بعضها إذ قال :
هَتَكُوا بِخَيْلِهِمُ قُصُورَ حَرِيمِهَــا *** لَمْ يَبْــقَ لا جَبَــلٌ وَلا بَطْحَــــاءُ
كَمْ مَوْضِعٍ غَنِمُوهُ لَـمْ يُرْحَـمْ بِهِ*** طِفْــلٌ وَلا شَيْـــخٌ وَلا عَـــذْرَاءُ
وَمَصُونَةٍ فِي خِدْرِهَا مَحْجُـوبَـةٍ *** قَـدْ أَبْرَزُوهَــا مَـا لَهَـا اسْتِخْفَاءُ
واختلف على عدد سبايا بربشتر ، فقيل إنهن 50 ألف سبية على الاقل استمر الحال بعد استكمال سيطرة النصارى على كامل شبه الجزيرة وبقاء قلة من المسلمين هنا وهناك ، فقامت ثورات عدة بعد حملات التنصير الاجباري والاضطهاد الطائفي ومحاكم التفتيش ، لكن تم قمعها بقوة فسبيت النساء ، لوحظ دوما ان الناجون هم فقط النساء والاطفال دون الحادية عشرة واحيانا ما دون الرابعة عشرة، وسبب ذلك بات واضحا جدا لكم الان، فالاطفال للتنصير والنساء سبايا
مشاهد سريعة من بلاد اخرى :
مثال من مصر:
يقول ابن كثير بالبداية والنهاية دخلت سنة 616 هجري.
وفيها: استحوذت الفرنج على مدينة دمياط ودخلوها بالأمان فغدروا بأهلها، وقتلوا رجالها وسبوا نساءها وأطفالها، وفجروا بالنساء انتهى وانتشر الخوف بالمدن الاخرى الى درجة قيام النساء بحلق رؤوسهن لعل علوج الروم يزهدوا بهن.
مثال من تونس
.كانت جزيرة جربة مشهورة بكثرة عماراتها وخيراتها الا ان اهلها طغوا فلا يدخلوا بطاعة سلطان ويقطعوا الطريق، فغزاهم جمع من فرسان صقلية فثبت اهلها وقاتلوا قتالا شديدا فوقع بين الفريقين وقعات عظيمة الى ان غلب الفرنج وملكوا الجزيرة وغنموا اموالها وسبوا حريمها ونسائها (من عدة مصادر منها الكامل لابن الاثير).
وعلى ذكر صقلية : فقد انتزعها النورمان الذين هم بالاصل مرتزقة قامت دولتهم بلحظة عجيبة من الزمان حيث الكل متشتت فاستولوا على اجزاء من ايطاليا ثم انتزعوا صقلية من المسلمين يروي الرحالة ابن جبير –الذي زار صقلية في ذلك الوقت- عن الجواري المسلمات والخدم المسلمين في قصر الملك النورماني غليوم الثاني
فيقول: وأما جواريه وحظاياه في قصره فمسلمات كلهن.
ومن أعجب ما حدثنا به خديمه المذكور -وهو يحيى بن فتيان الطراز، وهو يطرز بالذهب في طراز الملك- أن )المرأة) الإفرنجية من النصرانيات تقع في قصره فتعود مسلمة؛ تعيدها الجواري المذكورات مسلمة، وهن على تكتم من مَلِكِهِنَّ في ذلك كله ولهن في فعل الخير أمور عجيبة، وأَعْلَمَنَا (الخادم) أنه كان في هذه الجزيرة زلازل مرجفة ذُعِر لها هذا (الملك) المشرك فكان يتطلع في قصره فلا يسمع إلا ذاكرا لله ولرسوله من نسائه وفتيانه، وربما لحقتهم دهشة عند رؤيته، فكان يقول لهم: ليذكر كل أحد منكم معبوده ومن يدين به تسكينا لهم .
ويذكر بعض المؤرخون ما شاهدوه بقصره من جواريه وسباياه وحظاياه المسلمات ، ووصفوا احوالهن بقصر سيدهن والحفلات، فكن من خير النساء دينا وجمالا وخلقا ، يتصفن بالبراءة والعفوية والابتسامة الدائمة التي لا تفارق ثغورهن، لا ترى احداهن الا بثياب فخمة ملكية تتصف بطولها فتستر المسلمة نفسها من يديها حتى أخمص قدميها ولكنها بنفس الوقت مفتوحة الصدر فتكون عارية النهدين بالكامل فتثبت المسلمة ذكائها الانثوي الفطري وتجمع بين الستر والعري في آن، لذا كان الملك والامراء يعشقون الجواري المسلمات لنبلهن وصفاتهن الحميدة التي لا تجتمع بغيرهن جوهرا ومظهرا .
مثال من الشام:
غزا تيمورلنك حلب سنة 1400 ميلادي فدخلها بعد يومين فقط من القتال فهرب كثير من سكانها الى الجوامع واجتمع بالجامع الأموي وبقية المساجد نساء البلد وبعضهن لطّخن وجوههن بالطين حتى لاتُرى بشـرتهن ولعل الجنود يزهدوا بهن، فمال أصحاب تيمورلنك عليهن وربطوا الرجال بالحبال، فكان التتري يغسل المسلمة ثم يطؤها، وما ان ينتهي مبتعدا عنها حتى يعلوها آخر، ووضعوا السيف على رقاب الرجال و الأطفال فقتلوهم بأجمعهم، ثم سيقت الى تيمورلنك نساء حلب سبايا وتم توزيعهن على جنوده، ويقدر عددهن بمئة ألف سبية.
تابع تيمورلنك زحفه وجاء دور دمشق ، وقد خلف لنا المؤرخون أوصافاً مذهلة لما فعله عسكر تيمورلنك بالدمشقيين ، نقتبس منها التالي من المقريزي وابن تغري بردي: ”فحينئذ حل بأهل دمشق من البلاء مالا يوصف وأجرى عليهم أنواع العذاب من الضرب والعصر والإحراق بالنار، والتعليق منكوساً، وغم الأنف بخرقة فيها تراب ناعم، كلما تنفس دخل في أنفه حتى تكاد نفسه تزهق؛ فكان الرجل إذا أشرف على الهلاك يخلى عنه حتى يستريح، ثم تعاد عليه العقوبة أنواعاً، فكان المعاقب يحسد رفيقه الذي هلك تحت العقوبة على الموت،
ويقول: ليتني أموت وأستريح مما أنا فيه، ومع هذا تؤخذ نساؤه وبناته وأولاده الذكور، وتقسم جميعهم على أصحاب ذلك الأمير، فيشاهد الرجل المعذب امرأته أو بنته وهي توطأ، وولده وهو يلاط به، فيصرخ هو من ألم العذاب، والبنت والولد يصرخان من إزالة البكارة واللواط، وسبوا نساء دمشق بأجمعهن.
من الجدير ذكره ان تيمورلنك هزم السلطان العثماني بايزيد الاول وسبى زوجته، ونكاية بإذلاله حبسه بقفص حديدي وأجبره على مشاهدة زوجته التي صارت جارية تيمورلنك وهي تقدم الطعام والشراب وترقص عارية امام الجميع في احتفال النصر ببلاط تيمورلنك، فمات كمدا على انتهاك عرضه.
وبعد سلسلة لا تنتهي من الجرائم حانت لحظة الحقيقة للطاغية فرغم انه بمأمن من البرد أحس ببرودة كالصقيع ولم يعرف الاطباء سبب علته فزادوا عليه وضع الثلج على بطنه بأشد ايام الشتاء بردا كعلاج، فاستمر على هذه الحال ثلاث ايام وهو يتقيؤ دما ويتلوى من الالم ويطلب الغوث ممن حوله ولكن هيهات فخرجت روحه النجسة لتلاقي جزاء ما فعلته.
أدرك ان الموضوع مستفز جدا ولكن التاريخ تاريخ بحلوه ومره بنصره وهزيمته، لا نذكر الامجاد والانتصارات ونتعامى عن الهزائم والكوارث ! بل التاريخ كله دروس وعبر لنا بكل احواله