يعتبر المسيحيون في تونس من الأقليات، حيث لا توجد أعداد كثيرة يدينون بها، على الرغم من وجود العديد من الكنائس الموزعة في أرجاء البلاد والمحافظات، بناها الفرنسيون إبان فترة الإستعمار.
ورغم ذلك تعتبر الكنائس وجهة سياحية سواء للتونسيين أو الأوروبيين الوافدين عليها، والمقيمين الأجانب، ويظهرون بوضوح خلال الأعياد وفي بعض الكنائس أيام الأحاد.
وهم على أقليتهم، يسمون في الإنجيل بـ"القطيع الصغير" بحسب ما يقول "الريو أنتنيازي" أسقف كاتدرائية القديس فإنسان دي بول، بالعاصمة التونسية، الذي التقته "الرؤية الإخبارية المصرية" خلال جلسة تصوير للكنيسة.
حوار وتصوير: عوض سلام
الريو أنتنيازي، هو إيطالي الجنسية، لكنه عمل كأسقف في المشرق لمدة 50 عاما، وجاء إلى تونس، قادما من فلسطين منذ ست سنوات، وذهب سلفه إلى القدس.
يقول أن انتقاله إلى تونس كان مفاجأة كبرى، فهو لا يعلم شيئا عن هذا البلاد، ولا حتى عن طريق الكتب، لأن ما يحدث في العالم من حروب ونزاعات، وخاصة أينما قضى حياته، في فلسطين، لم يمهله الفرصة، لكن سلفه وقبل أن يرحل إلى القدس، طمأنه بأن تونس بلدا يستطاب فيها العيش.
وتابع أسقف كاتدرائية تونس، أنه تفاجأ بالراحة والاندماج في هذا المجتمع المسالم، الذي يتعامل مع المسيحيين كإخوة، وأنه بدأ ينتقل من مفاجأة سارة إلى أخرى.
وحول المعاملات بين المسيحيين والمسلمين خلال الأعياد الدينية للجانبين قال بكل تأكيد نتبادل التهاني، مع إخواننا التونسيين، وكذلك مع السلطة التونسية وبخاصة وزير الشؤون الدينية، مفتي الديار التونسية.
وأضاف قائلا: " المعاملة والإندماج مع المجتمع التونسي جعلنا إذا ما وجدنا أية مشكلة نعلم لمن نتوجه ويتم إيجاد الحل سريعا"..
كما تحدث الريو أنتنيازي عن عمر كاتدرائية القديس فإنسان دي بول، وقال أنها ليست الأقدم في تونس – عمرها 115 عاما – وأنه كأسقف المسيحيين في تونس، فإن كنيسته هي التي في قرطاج، والتي اخذها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، ولكنه أوضح أنه "يفضل هذه الكاتدرائية عن تلك التي في قرطاج، لأن هذه قريبة من الناس ويسهل الوصول اليها، بعكس قرطاج.
وتوجع بدعوة إلى العالم بزيارة تونس قائلا أنها أرض سلام ومحبة، ولا توجد أية مضايقات للمسيحيين، مؤكدا على أن تلك الزيارات التي تعزز اقتصاد تونس، التي تعتمد على السياحة كأهم مواردها...
مزيد من تفاصيل الحوار في الفيديو أدناه:-
{vembed Y=E0pZ8W6sjLI}