#سرقة_آثار #متحف_بريستول #تراث_الإمبراطورية_البريطانية
الرؤية المصرية:- كشفت شرطة مقاطعة آيفن أند سومرست البريطانية اليوم الخميس عن سرقة أكثر من 600 قطعة أثرية ذات قيمة ثقافية هائلة من أرشيف متحف بريستول الخاص بتاريخ الإمبراطورية البريطانية والكومنولث، بعد مرور 75 يوماً تقريباً على الحادث، في عملية سطو منظمة أثارت تساؤلات حول إجراءات الأمن وسبب التكتم الغامض.
وحدثت السرقة في الساعات الأولى من صباح 25 سبتمبر الماضي، عندما اقتحم أربعة رجال مجهولين مبنى تخزين في منطقة كمبرلاند رود بمدينة بريستول، جنوب غرب إنجلترا، واستولوا على مجموعة واسعة من المقتنيات تشمل شارة عسكرية لشركة الهند الشرقية، تماثيل منحوتة من العاج مثل تمثال بوذا، مجوهرات، قطع طبيعية تاريخية، وتماثيل برونزية وفضية، بالإضافة إلى فوانيس سفن وأوسمة تحرير العبيد، وفقاً لصور أفرج عنها مجلس مدينة بريستول.
أكد الرقيب المحقق دان بورغان، المسؤول عن التحقيق، أن "سرقة هذه القطع التي تحمل قيمة ثقافية كبيرة تمثل خسارة فادحة للمدينة"، مشدداً على أنها جزء من مجموعة تُوثق الروابط بين بريطانيا والدول التابعة لإمبراطوريتها من أواخر القرن الثامن عشر إلى أواخر القرن العشرين، وتشمل تبرعات من أفراد عاديين. وأصدرت الشرطة صوراً من كاميرات المراقبة تظهر الأربعة المشتبه بهم، أحدهم يرتدي قبعة بيضاء وجاكيت أسود، طالبة مساعدة الجمهور في تحديدهم.
أثار التأخير البالغ نحو شهرين ونصف في الإعلان عن الواقعة موجة من الجدل، حيث أوضح متحدث بمجلس المدينة أن "الشرطة قررت تأجيل الاستئناف العام حتى إكمال التحقيقات الأولية الشاملة"، لكن السلطات لم تُفصح عن تفاصيل الاقتحام أو الثغرات الأمنية في المبنى الذي يُدار بالتعاون بين أرشيف بريستول ومتحف المدينة، مما دفع مراقبين إلى التساؤل عن دوافع الكتمان، خاصة مع تاريخ بريستول كمركز تجاري رئيسي في تجارة الرقيق عبر الأطلسي، حيث أصبحت هذه المقتنيات رمزاً للنقاشات حول الاستعمار والتراث.
من جانبه، عبر فيليب ووكر، رئيس قطاع الثقافة والصناعات الإبداعية في مجلس المدينة، عن "حزن عميق" تجاه السرقة، مؤكداً أن "هذه القطع توفر سجلاً لا يُقدّر بثمن عن حياة المتضررين والمشاركين في الإمبراطورية البريطانية"، وأن المدينة تعمل مع الشرطة لتعزيز الإجراءات الأمنية في المرافق، بما في ذلك إخطار مجتمع المتحف. وتستمر التحقيقات، مع مخاوف من تهريب المقتنيات إلى السوق السوداء، خاصة بعد حوادث سرقة مشابهة في المنطقة مثل سرقة ساعات جيب قديمة وبنادق من متحف إكسيتر في سبتمبر أيضاً.
تُعد هذه السرقة ضربة لجهود بريستول في الحفاظ على تراثها المعقد، الذي شهد احتجاجات عالمية في 2020 برمي تمثال تاجر الرقيق إدوارد كولستون في نهر أفون. هل ستكشف التحقيقات عن شبكة دولية أم مجرد عصابة محلية؟ الإجابة قد تغير كيفية حماية المتاحف من أشباح الماضي الاستعماري.