#تونس_الصين #تعاون_أكاديمي #اللغة_الصينية #تبادل_ثقافي #جامعة_قرطاج
الرؤية المصرية:- وقّعت تونس خطوة نوعية جديدة في علاقاتها الأكاديمية مع الصين، حيث استقبلت الأستاذ الدكتور وانغ دينغ هوا، رئيس مجلس إدارة جامعة الدراسات الأجنبية ببكين (BFSU)، خلال زيارة رسمية استمرت ثلاثة أيام (3-5 ديسمبر 2025)، وانتهت بتوقيع مذكرة تفاهم مع جامعة قرطاج تفتح الباب واسعًا أمام دروس مشتركة وتبادل أساتذة وطلبة وبحوث علمية مشتركة.
الزيارة التي شملت أيضًا الجزائر والمغرب تأتي ضمن جولة إفريقية تهدف بكين إلى تعزيز حضورها الأكاديمي في القارة، واعتبر الدكتور وانغ تونس «محطة رئيسية» بفضل جودة جامعاتها ومكانتها العلمية في المغرب العربي.
جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، الخاضعة مباشرة لوزارة التعليم الصينية، تُعدّ منارة عالمية تُدرّس 101 لغة أجنبية، من بينها العربية التي انطلقت عام 1958، وتخرّجت منها أجيال من الدبلوماسيين والمترجمين الصينيين الذين ساهموا في تعميق العلاقات الصينية-العربية.
الجامعة لا تقتصر على اللغات؛ فهي تقدّم تخصصات في العلوم السياسية والدراسات الإقليمية والذكاء الاصطناعي والإعلام والحقوق، وتتيح للطلبة التونسيين الدراسة باللغتين العربية (في كلية الدراسات العربية) والإنجليزية في باقي الكليات، مما يُسهّل اندماجهم الأكاديمي.
وأكد الدكتور وانغ أن الجامعة ترحب بمزيد من الطلبة التونسيين، خاصة مع الإقبال المتزايد في تونس على تعلّم اللغة الصينية، مشيرًا إلى أن بكين تقود حاليًا آلية تعاون تضم نحو 50 جامعة صينية و50 جامعة إفريقية، وتسعى لتوسيعها لتشمل المزيد من الجامعات المغاربية.
وفي نصيحة مباشرة للشباب التونسي، دعا رئيس الجامعة إلى الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في تعلّم الصينية، وزيارة الصين للغوص في بيئتها اللغوية، ومتابعة الأفلام الصينية غير المدبلجة لربط اللغة بالصورة والسياق.
هذه الشراكة الجديدة ليست مجرد بروتوكول دبلوماسي؛ بل استثمار استراتيجي في رأس المال البشري يضع تونس على خريطة التعاون الأكاديمي الصيني-الإفريقي بقوة، ويفتح أبواب فرص وظيفية وثقافية واسعة للأجيال القادمة في ظل صعود الصين كقوة اقتصادية وعلمية لا يمكن تجاهلها. فهل ستكون هذه البداية الحقيقية لجيل تونسي يجيد لغة المستقبل؟