تونس/ كتب: عوض سلام/ "يا أيها الذين أمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، صدق الله العظيم.
هذه الآية استهلال لابد منه، خاطب الله عز وجل فيها الذين آمنوا" حتى لا يصبحوا "نادمين"، لكن ماذا لو كانوا "فاسقين" وأصابوا القوم بجهالة؟
فقد تابعنا الجدل على وسائل الإعلام الإلكترونية، مواقع التواصل الاجتماعي حول الكاميرا الخفية "شالوم" والتي أظهر كثيرا من الخلايا النائمة التي تتخندق دفاعا عن "أربابها" عندما ينزلقون في فخاخ "العسل" التي تظهر نواياهم المبطنة.
أسماء عديدة سقطت عنها الأقنعة، وظهر جليا أن مواقفهم ضد إسرائيل، ما هي إلا، أسلوب للتسويق السياسي، ولربما مدفوع من حكومة تل أبيب.
والعديد من خلاياهم النائمة استبسلت في الدفاع عنهم وبدأت ميليشياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، في عكس الهجوم على معدي البرنامج، وفريق العمل، والإنتاج، في محاولة لإلهاء الرأي العام التونسي، عن ما بدى من سوءاتهم، واتهموهم بالعمالة، والدفع نحو التطبيع من الكيان الإسرائيلي.
ومن المبكيات المضحكات، وبينما لم تنجح صيغة التهديد والوعيد بالقتل لمعد البرنامج وليد الزريبي، الذي يبدو أنه لم يستنجد بغير الأمن التونسي، وهو ملاذه الوحيد، قانونيا، وأيضا يحق له أن لا يثق في أي شخص آخر بعدما ظهر له من تلونهم، اتهموه بالعمالة مع إسرائيل، وهو الذي تلقى تهديدا من إسرائيل، عندما نشر رواية "النازي الأخير".
سهام الإتهام لاحقت مديرة الإنتاج "ألفة العبيدي" وقالت صفحات معروفة بولائها للتنظيمات المتأسلمة، والإخوانية، والتي كشف البرنامج استعداد قيادييها للتطبيع مع الكيان الصهيوني، إنها تدفع نحو التطبيع واستندوا في ذلك إلى حلولها ضيفة شرف كشاعرة تونسية، على أحد احتفالات السفارة المصرية في تونس، إحياء لذكرى نصر أكتوبر 1973 على العدو الإسرائيلي، بل وقالت تلك الصفحات أنها على علاقة وطيدة بقيادات الجيش المصري.
بل ونوهت تلك الصفحات بأنها ربما تعمل لصالح الاستخبارات المصرية.
فهل تحتاج مصر، إلى عميل على أرض تونس الشقيقة؟ ولصالح من سيعمل هذا العميل؟ وهل لو أرادت مصر ذلك ستكشف تلك "التفهات" الاجتماعية عميلا أو مجرد ضابط اتصال يعمل لدى الاستخبارات المصرية؟.
إن سياسة الالهاء التي تتخذها تلك "التفهات الاجتماعية" لن تجدي نفعا لا مع شخصية مثل ألفة العبيدي، الشاعرة التونسية المعروفة والتي كشفت عوراتهم للمجتمع كمدير إنتاج، ولا وليد الزريبي، الشخصية التي تاجر بها بعض السياسيين الذي راحوا يزورونه خلال اقامته في المشفى والتقاط الصور إلى جانبه، من أجل النهل من شعبيته.
ولابد أن يكون هناك صفحات حقيقية تقوم بحملة ضد هؤلاء الذي أثبتوا نواياهم الخبيثة في التعامل مع إسرائيل، والإسراع في اعتماد قانون تجريم التطبيع مع تل أبيب، ولا تترك المجال فسيحا أمام هؤلاء الذي يحاولون حماية الأنذال من السياسيين الخائنين لأوطانهم والمتاجرين بالهم العربي وهو القصية الفلسطينية.
حاربوا "هؤلاء" حتى لا تقوم فتنة في المجتمع