فرح قصاب، العراقية، التي ولدت في السعودية وعاشت في عمان، قبل ان تتابع دراستها في بريطانيا، وتتزوج من الاردني صقر كمال حسين حسن حيث عاشت معه في دبي، فكرت في اجراء أي عملية تجميل، وتشفط الدهون القليلة في بطنها.
ومن مستشفى تجميلي الى مستشفى طبي، مسافة قليلة لم تُنقذ حالة قصاب من الموت. لم تصمد فرح أكثر من 5 ساعات. الجلطة كانت خاطفة وقاتلة.
ولم تكن فرح قصاب تعلم ان دخولها لعملية 'بوتكس' للمعدة سيكلفها حياتها ويحرمها اطفالها واسرتها عندما قررت الدخول لهذه العملية على امل ان تزداد جمالا.
فرح راجعت الطبيب نادر صعب في لبنان من اجل اجراء عملية 'بوتكس' للمعدة لغايات تصغيرها وهي عباره عن ابرة يتم وخز المعدة بها، الا ان الطبيب أقنعها انها بحاجة لعمليات تجميلية عبارة عن شفط للدهون في عدة مناطق في جسدها كالفخذ والورك والبطن والصدر حتى الوجه رغم ان وزنها منتصف الستينات تقريبا.
تحت تأثير اغراءات الدكتور صعب بانها ستخرج من العملية جميلة الجميلات بعد ان يقوم بشفط الدهون ورفع حواجبها واجراء عملية ايضا تجميلية للأنف لوجود عظمة في انفها قد تكبر في المستقبل وافقت فرح على اجراء العمليات بنفس الوقت وبنفس التخدير دون ان تعلم انها ستسلم الروح بعدها.
دخلت فرح مستشفى الدكتور نادر صعب بعد ان طلب 50 ألف دولار تكاليف العملية ووافقت المرحومة على دفعهم بعد ان استغل اهتمامها كباقي النساء بجمالها ورشاقتها.
اجريت العملية ولكون المستشفى غير مجهز لإجراء مثل هذه العمليات ولا يوجد غرفة إنعاش او 'مونيتر' لمراقبة المريض جرى نقلها من غرفة العمليات لغرفتها مباشرة، وهناك حاولت والدتها التي كانت ترافقها للبنان التحدث معها الا ان فرح لم تحرك شفتاها فحاولت الام المكلومة هز ابنتها الا ان فرح لم تحرك ساكنا، واذ بها مصابة بغيبوبة.
خرجت الام من غرفة ابنتها مفزوعة تطلب المساعدة من الكادر الطبي لمعرفة سبب عدم رد ابنتها عليها فأخبرتها الممرضات انها لا تزال تحت تأثير المخدر وأنها تحتاج لساعة من اجل ان تستيقظ منه وطلبوا منها ان تغادر غرفتها ساعة كي تستريح.
غادرت الام الغرفة دون ان تعرف ان ابنتها تصارع الموت، وبعد ساعة عادت على امل ان تكون استفاقت من المخدر الا ان السكون خيم غرفة فرح.
وضعت الام يدها على جسد ابنتها علّها تشعر بوجودها لكن جسدها البارد افزع الام التي صرخت لتستنجد بمن حولها لإنقاذ ابنتها.
خرجت الام من الغرفة لمدة ساعة لإجراء اللازم حسب ما ابلغت الام المكلومة الا انها تفاجأت بعدها بأخذ ابنتها لطابق تحت الارض على اساس انها تحتاج لغرفة طوارئ وهرعت الام نحوه علها تجد ما يزرع لديها بصيص امل.
وبعد حوالي ساعتين من الانتظار ابلغت امها بنقل فرح لمستشفى آخر يبعد حوالي ساعتين ونصف الساعة علما ان هناك مستشفى اخر يبعد حوالي 100 مترا الا ان اختيارهم كان لهذا المستشفى البعيد لان طبيبا صديقا للطبيب 'صعب' سيستقبل الحالة من اجل استخراج شهادة وفاة لها على انها توفيت في هذا المستشفى دون ان يتم الكشف ان الوفاة وقعت في مستشفى الدكتور نادر.
والدة فرح اخبرت عبر الهاتف ابلغت والدها الذي حضر على الفور.
بعد انتظار الام لأكثر من ساعتين ابلغت بوفاة فرح ووجودها في ثلاجة الموتى.
انهارت الام المكلومة من صدمتها لفقدها فلذة كبدها مبكرا تاركة وراءها طفلين؛ طفلة في الرابعة من عمرها وطفل عمره سنة ونصف.
جرى تقرير معاينة للجثة وتبين انها مصابة بـ 19 وخزة بجسمها لشفط الدهون حتى في الوجه مؤكدا انه طبيا لا يجوز اجراء العديد من العمليات التجميلية بذات الوقت وبنفس التخدير.
عملية الشفط ادت لحدوث جلطة على الرئة ما أدى للوفاة، ولم تتسلم الاسرة تقريرا طبيا بشكل رسمي يؤكد ذلك.
وزير الصحة اللبناني اغلق مستشفى الدكتور نادر صعب فورا وابدى تعاونه مع عائلة المرحومة فرح بالإضافة لتعاون السفارة الاردنية كون فرح تحمل الجنسية الاردنية ودخلت بيروت بالجنسية الاردنية رغم ان والدها عراقي الاصل ويحمل الجنسية الاردنية.
الطبيب نادر صعب هرب عقب الحادثة الى قبرص فيما تم تسجيل دعوى امام القضاء اللبناني حيث جرى توكيل محام لبناني الجنسية لمقاضاة الدكتور نادر بتهم الاهمال الطبي والتسبب بوفاة فرح.
الدكتور نادر سبق وان تم منعه منع من العمل في عدد من، الدول منها الكويت والسعودية والامارات وقد تكون الاردن من هذه الدول، كما ان نقابة الاطباء اللبنانية قررت عام 2012 طرده من النقابة ومع ذلك لا يزال يمارس عمله واعلاناته تجوب شوارع بيروت وفي 'الميدل ايست' بالطيارة.
الطبيب نادر يدفع سنويا بحدود 2 مليون دولا من اجل الدعاية لنفسه وللمستشفى التي يعمل بها.