وفقاً الدراسة التي أجراها الدكتور إميليو روس من مستشفى عيادة برشلونة، بالشراكة مع جامعة لوما ليندا؛ قام أكثر من 600 شخص من كبار السن الأصحاء بتناول من 30 إلى 60 جراماً من الجوز يومياً كجزء من نظامهم الغذائي النموذجي أو نظامهم الغذائي المعتاد المتبع (دون تناول الجوز) لمدة عامين. وتبين من النتائج انخفاض كبير في الإلتهاب لمن قاموا بتناول الجوز، والذي تم قياسه من خلال تركيز علامات الالتهاب المعروفة في الدم، والتي انخفضت بنسبة تصل إلى 11.5 ٪. تم تقليل ستة مؤشرات بشكل ملحوظ في النظام الغذائي الذي يعتمد على الجوز، من بين مؤشرات الالتهاب العشر المعروفة التي تم قياسها في الدراسة، بما في ذلك إنترلوكين -1β، وهو سيتوكين قوي محفز للالتهابات والذي ارتبط تثبيطه الدوائي بقلة معدلات الإصابة بأمراض القلب التاجية بشكل كبير. خلصت الدراسة إلى أن التأثيرات المضادة للالتهابات للجوز تقدم تفسيراً ميكانيكياً لتقليل أمراض القلب والأوعية الدموية علاوة على خفض الكوليسترول.
يقول الدكتور إميليو روس، الباحث الرئيسي في الدراسة: "إن الالتهاب الحاد هو عملية فسيولوجية ناتجة عن تنشيط الجهاز المناعيعن طريقالإصابة كما هو الحال عند حدوث الصدمات أو العدوى، وهو دفاع مهم عن الجسم". ويضيف: "يساعدنا الالتهاب قصير المدى على التئام الجروح ومكافحة العدوى، لكن الالتهاب الذي يستمر مع الوقت (المزمن) والناجم عن عوامل مثل سوء التغذية والسمنة والتوتر وارتفاع ضغط الدم، يكون سبباً في إحداث الضرر بدلاً من الشفاء، خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة القلب والأوعية الدموية. تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن الجوز هو أحد الأطعمة التي قد تقلل من الالتهابات المزمنة، وهو ما قد يساعد في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب ــ وهي الإصابة التي أصبحنا أكثر عُرضة لها مع تقدم العمر".
بينما تؤكد الأدلة العلمية القائمة على أن الجوز يُعد غذاءً صحياً للقلب؛ يواصل الباحثون التحقيق في "الكيفية" و "السبب" وراء فوائد الجوز للقلب والأوعية الدموية. وبحسب الدكتور روس: "يحتوي الجوز على مزيج مثالي من العناصر الغذائية الأساسية مثل حمض أوميغا 3 ألفا لينولينيك، أو ALA (2.5 جم / أوقية) ومكونات أخرى عالية النشاط بيولوجياً مثل البوليفينول 4، والتي من المحتمل أن تلعب دوراً في تأثيرها كمضادات للالتهابات وغيرها من الفوائد الصحية الأخرى.