ويأتي هذا الإنجاز بعد نجاح الفريق نفسه في زراعة كلى بشرية داخل أجنة خنازير لمدة 28 يومًا، مما يعزز مكانة الصين في طليعة أبحاث الهندسة الوراثية.
تعتمد التجربة على تقنية الكائنات الخيمرية، التي تجمع بين الخلايا البشرية والحيوانية في كائن حي واحد. وتتضمن العملية تعديلًا جينيًا لجنين الخنزير لمنع تكوين القلب، ثم حقنه بخلايا جذعية بشرية معدلة لتتكيف مع بيئة الخنزير، لتتولى بناء العضو المفقود. أُجريت عملية الزرع في مرحلة "التويتة" المبكرة للجنين، التي تتكون من حوالي 12 خلية، ثم نُقلت الأجنة إلى رحم خنزير بديل. وبعد فترة نمو، لوحظ تكوّن قلوب جنينية صغيرة تنبض بشكل طبيعي، مع وجود خلايا بشرية فعالة ضمن النسيج.
ورغم هذا الإنجاز اللافت، أشار الباحثون إلى تحديات مثل تأثير الخلايا البشرية على وظيفة قلب الخنزير، مما يتطلب مزيدًا من الدراسات لضمان التوافق البيولوجي. ويُعد اختيار الخنازير كنموذج بحثي مثاليًا نظرًا للتشابه الكبير بين أعضائها وأعضاء الإنسان، مما يعزز إمكانية تطبيق هذه التقنية في المستقبل.
يفتح هذا الإنجاز آفاقًا واعدة لمعالجة أزمة نقص الأعضاء البشرية عالميًا، خاصة مع وجود أكثر من 100,000 شخص على قوائم انتظار زراعة الأعضاء في دول مثل الولايات المتحدة. ومع ذلك، تثير هذه التجارب تساؤلات أخلاقية وقانونية معقدة حول حدود دمج الخلايا البشرية مع الحيوانات، مما دفع الحكومات لوضع ضوابط صارمة. وتستمر الجهود العالمية في هذا المجال، حيث تنافس فرق من الولايات المتحدة ودول أخرى لتطوير تقنيات مماثلة.
تمثل هذه القفزة العلمية خطوة ثورية محتملة نحو حل مشكلة نقص الأعضاء، لكنها تتطلب توازنًا دقيقًا بين التقدم العلمي والاعتبارات الأخلاقية لضمان استدامة هذا المجال الحيوي.