واضطرت الحكومة إلى التدخل للتأكد من هويات الموظفين، للتأكد من عدم ولوج الدخلاء، حيث أن شيفرات وبطاقات عمل الموظفين كانت قد انتهت ولم يتم تجديدها، بسبب مواظبتهم على العمل عن بعد من منازلعم، بسبب فيروس كورونا.
وإلى جانب هذا العطل، تعيش الشركة على وقع أزمة تسريب وثائق داخلية تدين المجموعة وتقف خلفها موظفة سابقة فيها.
وتعود هذه الأزمة إلى المهندسة فرانسيس هوغن، الموظفة السابقة في المجموعة، التي اتهمت شبكة التواصل الاجتماعي باختيار "الربح المادي على سلامة" مستخدميها، في مقابلة بثتها محطة "سي بي إس" .
وأعطت المعلومات التي كشفتها، ذخيرة جديدة لمنتقدي فيسبوك الذي يستخدم منصاته الأربع شهريًّا نحو 3.5 مليارات شخص.
- تعطل الفيسبوك، أكبر انقطاع يشهده العالم
وذكر موقع "داون ديتيكتور" المتخصص في رصد أعطال الخدمات الرقمية، أن العطل الذي أصاب فيسبوك وتطبيقاته هو "أكبر انقطاع حتى الآن؛ فقد طال مليارات المستخدمين".
ورأى الرئيس الأمريكي جو بايدن أن ما كشف من معلومات، يُظهر أن الشركة "لا تعرف ضبط نفسها"؛ على ما قالته الناطقة باسمه جين ساكي، وأكدت أن هذه المعلومات "تثبت المخاوف (..) بشأن السلطة التي حشدتها الشبكات العملاقة".
- اسباب تعطل الفيسبوك
وأوضحت فيسبوك في بيان أن العطل الواسع سببه "تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم" التي تربط من خلال الإنترنت هذه المنصات بمستخدميها.
وأضافت أن العطل الفني تسبب "في سلسلة من المشاكل، أثرت على أدوات وأنظمة كثيرة نستخدمها داخليًّا بشكل يومي؛ مما عرقل جهودنا لتشخيص المشكلة وحلها".
- المنافسون استفادوا من تعطل الفيسبوك
واستفاد منافسو فيسبوك من العطل، فانتقل تطبيق "تلغرام" من المرتبة السادسة والخمسين للتطبيقات المجانية الأكثر تحميلًا في الولايات المتحدة، إلى المرتبة الخامسة في غضون يوم واحد؛ بحسب شركة "سنسر تاور" المتخصصة.
وكتب تطبيق "سيغنال" للمراسلة أيضًا أن "التسجيلات على تطبيق سيغنال شهدت ارتفاعًا كبيرًا".
وشهدت خدمة تويتر تغريدات تهكمية؛ فيما اشتكى آخرون بأنهم انقطعوا عن معارفهم أو توقف مصدر رزقهم أو أداة عملهم.
وقالت سيندي بينيت التي تملك مخبزًا في نيويورك لوكالة "فرانس برس": "عمومًا أرى أن العالم سيكون أفضل حالًا لو لم يكن الجميع يعرف ما يقوم به الآخرون على مدار الساعة".
ومن شأن الحادث أن يدعم موقف منتقدي الشركة ومقرها في كاليفورنيا؛ لأنه يظهر سطوتها الواسعة على الحياة اليومية.
- أزمة التسريبات في فيسبوك
وتملك السلطات من الآن حججًا كثيرة لشن حملة على فيسبوك خصوصًا بعد تسريب وثائق داخلية من خلال فرانسيس هوغن، سمحت لصحيفة "وول ستريت جورنال" في منتصف سبتمبر بنشر سلسلة من المقالات حول التأثير المضر لفيسبوك وإنستغرام على المجتمع.
ومن أبرز هذه الوثائق واحدة تفصل المشاكل النفسية لكثير من المراهقات. وأظهرت البحوث خصوصًا أن 32% من الفتيات المراهقات شعرن بأن استخدام إنستغرام منحهن صورة أكثر سلبية عن جسدهن؛ بينما لم يكن راضيات أصلًا عنه. وأكدت المهندسة العاملة سابقًا في فيسبوك أن شبكة التواصل الاجتماعي هذه مدركة جيدًا لهذا الانحراف.
- اعطال فيسبوك واتهام الصين
وظهر مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرج في وسائل الإعلام الأمريكية بعد انتشار معلومات عن تلقي الكونغرس وثائق سرية قبل أسابيع عن مخالفات داخل الشركة والترويج للعنف.
وقال زوكربيرج: "لا نروّج للعنف، ولا نسمح لشخص بأن يقول مثلاً المسلمون إرهابيون، ونمنعه من استخدام منتجاتنا". مضيفًا بأن هناك أخطارًا تواجه منصات التواصل الاجتماعي بشكل عام، منها التشريعات التي تحارب حرية الرأي العام لفرض قيود عليها.
- عرض فيسبوك للبيع
وأشار المدير التنفيذي لفيسبوك إلى الصين بقوله: "إن 6 من 10 وسائل تواصل اجتماعي موجودة اليوم صينية، وبكين تريد فرض قيمها علينا، ولا يمكن أن نسمح لدولة أخرى بأن تفرض قوانين الإنترنت". متابعًا بأن فيسبوك أسست مجلسًا للمتابعة والمراقبة، ويمكن لهذا الفريق أن يتخذ القرار الأخير دون تدخُّل من أي مسؤول. مشيرًا إلى أن بعض السياسيين يدعون إلى حرية الرأي بينما في الواقع لا يرون ذلك على الواقع.
ونشر موقع "whois.domaintools" (موقع متخصص في متابعة النطاقات ومُلاكها) إعلانًا ترويجيًّا بأن النطاق "facebook.com" بات معروضًا للبيع؛ الأمر الذي دفع العديد من المختصين إلى توقُّع أن الموقع تعرض لهجوم خطير، قد يكون مُنفَّذًا من داخل الشركة، في حين نفى مسؤولون في فيسبوك تعرُّضهم لهجمات إلكترونية خلال تحقيقاتهم المبدئية.
- خسائر مالك فيسبوك
انخفضت القيمة السوقية لشركة فيسبوك؛ المالكة لشركتَي إنستغرام وواتساب، إلى نحو 920 مليار دولار، بينما بلغت خسارة الرئيس المؤسّس للشركة، مارك زوكربيرغ؛ نحو 6 مليارات دولار.
ووفقاً لتقارير إعلامية، فقد خسرت شركة فيسبوك ما يصل إلى 20 مليار دولار، وانخفضت القيمة السوقية لها؛ لتصل إلى 967 مليار دولار.
وتراجعت ثروة زوكربيرغ من نحو 140 مليار دولار إلى 121.6 مليار دولار؛ ليتراجع إلى المركز الخامس خلف مؤسّس مايكروسوفت، بيل غيتس؛ بحسب مؤشر "بلومبيرغ" لأصحاب المليارات.